٥٦٣
ثم قال عز وجل " فكذبوه فأهلكناهم " يعني كذبوا هودا فأهلكناهم بالريح " إن في ذلك لآية " يعني لعبرة لمن يعمل عمل الجبارين ولا يقبل الموعظة " وما كان أكثرهم مؤمنين " يعني قوم عاد ولو كان أكثرهم لم يهلكهم الله تعالى " وإن ربك لهو العزيز " يعني المنيع بالنقمة لمن يعمل عمل الجبارين ولا يقبل الموعظة وهو تخويف لهذه الأمة لكيلا يسلكوا مسالكهم " الرحيم " لمن تاب ورجع
سورة الشعراء ١٤١ - ١٥٣
قوله عز وجل " كذبت ثمود المرسلين " يعني صالحا ومن قبله من المرسلين عليهم السلام " إذ قال لهم أخوهم " يعني نبيهم " صالح ألا تتقون " وقد ذكرناه " إني لكم رسول أمين فاتقوا الله وأطيعون وما أسألكم عليه من أجر إن إجري إلا على رب العالمين " وقد ذكرناه " أتتركون فيما ها هنا آمنين " يعني في هذا الخير والسعة آمنين من الموت " في جنات وعيون " يعني البساتين والأنهار ويقال العيون ها هنا الآثار لأن قوم صالح لم يكن لهم أنهار جارية ويقال كانت لهم بالشتاء آبار وكانوا يسكنون في الجبال وفي أيام الصيف كانوا يخرجون إلى القصور والكروم والأنهار
ثم قال عز وجل " وزروع ونخل طلعها هضيم " قال مقاتل يعني متراكبا بعضه على بعض وقال القتبي الهضيم الطلع قبل أن تنشق عنه القشر يريد أنه منضم متكثر يقال رجل أهضم الكشحين إذا كان منضما ويقال " هضيم " أي طري لين ويقال " هضيم " متهشهش في الفم " وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين " قرأ أبو عمرو وإبن كثير ونافع " فرهين " بغير ألف وقرأ الباقون " فارهين " بالألف فمن قرأ " فرهين " فهو بمعنى أشرين بطرين وهو الطغيان في النعمة وإنما صار نصبا على الحال ومن قرأ " فارهين " يعني حاذقين " فاتقوا الله وأطيعون " فيما آمركم به
قوله عز وجل " ولا تطيعوا أمر المسرفين " يعني قول المشركين وهم تسعة رهط " الذين " كانوا " يفسدون في الأرض ولا يصلحون " يعني لا يأمرون بالصلاح ولا يطيعونه فأجابه قومه " قالوا إنما أنت من المسحرين " يعني من المخلوقين ويقال ذو سحر


الصفحة التالية
Icon