٥٧٨
لأن النون الأولى مشددة وتسمى تلك نون القسم وهي في الحقيقة نونين والنون الثانية للإضافة ومن قرأ بنون واحدة فقد إستقل الجمع بين النونات واقتصر على نونين فأدغم إحداهما في الأخرى
سورة النمل ٢٢ - ٢٦
قوله عز وجل " فمكث غير بعيد " قرأ عاصم بنصب الكاف وقرأ الباقون بالضم وهما لغتان ومعناهما واحد يعني لم يلبث إلا قليلا ويقال لم يطل الوقت حتى جاء الهدهد " فقال " فقال له سليمان أين كنت فخر له ساجدا وقال " أحطت " وفي الآية مضمر معناه فمكث غير بعيد أن جاءه الهدهد فقال له سليمان أين كنت فخر له ساجدا فقال " أحطت بما لم تحط به " يعني علمت ما لم تعلم به وجئتك بخبر لم تكن تعلمه ولم يخبرك عنه أحد ثم أخبره فقال " وجئتك من سبأ بنبأ يقين " فإن قيل كيف يجوز أن يقال إن سليمان لم يعلم به وكانت أرض سبأ قريبة منه وهناك ملك لم يعلم به سليمان قيل له علم سليمان ذلك ولكنه لم يعلم أنهم يسجدون للشمس ويقال إنه علم بها ولكنه لم يعلم أن ملكها قد بلغ هذا المبلغ وعلم أنهم أهل الضلالة والإحاطة هي العلم بالأشياء بما فيها وجهاتها كما قال " وجئتك من سبأ " يعني من أرض سبأ وهي مدينة باليمن " بنبإ يقين " يعني بخبر صدق لا شك فيه ويقال بخبر عجيب
قرأ إبن كثير وأبو عمرو " سبأ " بالنصب بغير تنوين وقرأ الباقون بالكسر والتنوين فمن قرأ بالنصب جعله إسم مدينة وهي مؤنث لا ينصرف ومن قرأ بالكسر والتنوين جعله إسم الرجل ويقال جعله إسم مكان فقال له سليمان وما ذلك الخبر فقال " إني وجدت إمرأة تملكهم " يعني تملك أرض سبأ " وأوتيت من كل شيء " يعني أعطيت علم ما في بلادها ويقال من كل صنف من الأموال والجنود وأنواع الخير مما يعطى الملوك " ولها عرش عظيم " يعني سريرا كبيرا أعظم من سريرك ويقال كان طول سريرها ثمانون ذراعا في ثمانين مرصعا بالذهب والدر والياقوت وقوائمه من اللؤلؤ والياقوت واسمها بلقيس قال مقاتل كانت أمها من الجن ويقال " ولها عرش عظيم " أي شديد
قوله عز وجل " وجدتها " يعني رأيتها " وقومها يسجدون للشمس " يعني يعبدون


الصفحة التالية
Icon