٥٨١
يعني تحضرون أي لا أقطع أمرا دونكم " قالوا " مجيبين لها " نحن أولو قوة " يعني عدة وكثرة وسلاحا " وأولو بأس شديد " يعني وقتال شديد " والأمر إليك " يعني أخبرناك بما عندنا أيتها الملكة ومع ذلك لا نجاوز ما تقولين يعني إن أمرتينا بقتال قاتلنا وإن أمرتنا بغير ذلك أطعناك " فانظري ماذا تأمرين " يعني ماذا تشيرين إلينا
سورة النمل ٣٤ - ٣٨
قوله عز وجل " قالت " يعني المرأة " إن الملوك إذا دخلوا قرية " على وجه العنوة والغلبة " أفسدوها " يعني أهلكوها وخربوها وقتلوا أهلها " وجعلوا أعزة أهلها أذلة " يعني أهانوا أشرافها وكبراءها ليستقيم لهم الأمر " وكذلك يفعلون " قال إبن عباس هذا قول الله تعالى للنبي ﷺ قال " وكذلك يفعلون " تصديقا لقول المرأة وقال الحسن هذا قول بلقيس إن سليمان وجنوده كذلك يفعلون وأكثر المفسرين على خلاف ذلك
ثم قالت المرأة " وإني مرسلة إليهم بهدية " يعني أصانعهم بالمال فإن كان من أهل الدنيا فإنه يقبل ويرضى بذلك ويقال أختبره أملك هو أم نبي فإن كان ملكا قبلها وإن كان نبيا لم يقبلها " فناظرة بم يرجع المرسلون " يعني أنظر بماذا يرجع المرسلون من الجواب من عنده وذكر في الخبر أنها بعثت إليه لبنتين من ذهب والمسك والعنبر وبعثت بعشرة غلمان وعشرة جواري وكان في الغلمان بعض اللين وكان في الجواري بعض الغلظة وأمرت بأن تخضب أيديهم جميعا وجعلتهم على هيئة الجواري وبعثت إليه جوهرة في ثقبها إعوجاج وطلبت أن يدخل الخيط فيها فأمر سليمان الشياطين بأن يلقوا في طريق الرسل لبنا كثيرا من ذهب فلما جاءت رسل بلقيس إستحضروا هديتهم فلما قدموا على سليمان أمر بماء فوضع وأمر الغلمان والجواري بأن يتوضأوا منه فجعل الغلام يحدر الماء على يده حدرا وأما الجواري فكن يصببن صبا وفي رواية أخرى كانت الجارية تأخذ الماء بكفها وتدلك ذراعيها وأما الجوهرة فأخذ دودة حمراء عقد فيها خيطا ثم أدخلها في الحجر حتى خرجت من الجانب الآخر فرد الهدية وقال للوفد " أتمدونني بمال " يعني أتغرونني بالمال
قوله عز وجل " فلما جاء سليمان " قال بعضهم يعني جاء الرسول وقال بعضهم يعني جاء بريدها والأول أشبه لأنه خاطب الرسول " قال أتمدوني بمال " قرأ حمزة " أتمدونني بمال " بنون واحدة والتشديد وقرأ الباقون بنونين وأصله نونان إلا أن حمزة أدغم