٥٩٠
الله ) أي تعظم الله " عما يشركون " " أمن يبدأ الخلق ثم يعيده " يعني خلقهم ولم يكونوا شيئا ثم يعيدهم في الآخرة " ومن يرزقكم من السماء " يعني المطر " والأرض " يعني النبات " أإله مع الله قل هاتوا برهانكم " يعني حجتكم وعذركم بأنه صنع شيئا من هذا غير الله " إن كنتم صادقين " بأن مع الله آلهة أخرى
سورة النمل ٦٥ - ٦٨
" قل " يا محمد لكفار مكة " لا يعلم من في السموات والأرض " من الملائكة والناس " الغيب إلا الله " يعني متى تقوم الساعة إلا الله رفع على معنى البدل فكأنه يقول لا يعلم أحد الغيب إلا الله أي لا يعلم ذلك إلا الله ثم قال " وما يشعرون أيان يبعثون " يعني متى يبعثون يعني أوان يبعثون
قوله عز وجل " بل إدارك علمهم في الآخرة " قرأ إبن كثير وأبو عمرو " بل أدرك " قرأ الباقون " إدراك " بالألف فمن قرأ " أدرك " فمعناه أدرك علمهم علم الآخرة
وروي عن السدي قال إجتمع علمهم يوم القيامة فلم يشكوا ولم يختلفوا ويقال معناه علموا في الآخرة أن الذين كانوا يوعدون حق ولا ينفعهم ذلك ومن قرأ " إدراك علمهم " فأصله تدارك فأدغم التاء في الدال وشددت وأدخلت ألف الوصل ليسلم السكون للدال ومعناه تتابع علمهم أي حكمهم على الآخرة وإستعمالهم الظنون في علم الآخرة فهم يقولون تارة إنها تكون وتارة لا تكون الساعة ويقال معناه تدارك أي تكامل علمهم يوم القيامة لأنهم يبعثون ويشاهدون ما وعدوا " بل هم في شك منها " أي من قيام الساعة في الدنيا " بل هم منها عمون " يعني يتعامون عن قيامها ويقال " بل هم منها عمون " أي من علمها جاهلون
وروي عن إبن عباس أنه كان يقرأ " بل إدراك علمهم " وهذه القراءة أشد إيضاحا للمعنى الذي ذكرناه
ثم حكى قول الكفار فقال عز وجل " وقال الذين كفروا أإذا كنا ترابا وآباؤنا أئنا لمخرجون " يعني أحياء من القبور " لقد وعدنا هذا " يعني هذا الذي يقول محمد ﷺ " نحن وآباؤنا من قبل إن هذا " الذي يقول " إلا أساطير الأولين " يعني أحاديث الأولين وكذبهم مثل حديث رستم وإسفنديار ويقال إن هذا إلا مثل رسل الأولين فيما كذبوا