٦٠١
ناصحون ) لفرعون لا لغيره فقال هامان دعوها فقد صدقت فأرسل إليها فلما جاءت أمه وضعت الثدي في فمه فأخذ ثديها وسكن فذلك قوله تعالى " فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق " يعني كائن صدق وهو قوله " إنا رادوه إليك " ثم قال " ولكن أكثرهم لا يعلمون " بأن وعد الله حق يعني أهل مصر
قوله عز وجل " ولما بلغ أشده " قال مجاهد يعني بلغ ثلاثا وثلاثين سنة " واستوى " يعني بلغ أربعين سنة قال وفي رواية الكلبي الأشد ما بين ثمانية عشر سنة إلى ثلاثين سنة ويقال " ولما بلغ أشده " يعني منتهى قوته وهو ما فوق الثلاثين " واستوى " يعني بلغ أربعين سنة " آتيناه حكما وعلما " يعني علما وعقلا ويقال النبوة وعلم التوراة وروى مجاهد عن إبن عباس قال الأشد ثلاثا وثلاثون سنة وأما الإستواء فأربعون سنة والعمر الذي أعذر الله تعالى إبن آدم فيه إلى ستين سنة يعني قوله " أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر " [ فاطر : ٣٧ ] ثم قال " وكذلك نجزي المحسنين " يعني المؤمنين
سورة القصص ١٥ - ١٦
قوله عز وجل " ودخل المدينة " قال مقاتل يعني قرية على رأس فرسخين وقال غيره يعني المصر " على حين غفلة من أهلها " يعني نصف النهار وقت القيلولة ويقال ما بين المغرب والعشاء " فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته " يعني من بني إسرائيل " وهذا من عدوه " يعني من القبط
وقال القتبي " هذا من شيعته " أي من أصحابه " وهذا من عدوه " أي من أعدائه والعدو يدل على الواحد والجمع وذكر أن خباز فرعون أخذ رجلا من بني إسرائيل سخرة فأمره بأن يحمل الحطب إلى دار فرعون " فاستغاثه الذي من شيعته " يعني هذا الذي من شيعة موسى إستغاث بموسى " على الذي من عدوه فوكزه موسى " يعني ضربه بكفه ضربة في صدره وقال القتبي " فوكزه " يعني لكزه ويقال لكزته ووكزته إذا دفعته " فقضى عليه " يعني مات الخباز بضربته وكل شيء فرغت منه فقد قضيته وقضيت عليه فمعنى قوله " فقضى عليه " أي قتله ولم يتعمد قتله وكان موسى شديد البطش ثم ندم على قتله فقال إني لم أؤمر بالقتل وإن كان كافرا " قال هذا من عمل الشيطان " يعني هو الذي حملني على هذا الفعل " إنه عدو مضل مبين " يعني يضل الخلق " مبين " يعني ظاهر العداوة


الصفحة التالية
Icon