٦٣٢
قوله عز وجل " ولما جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى " يعني بالبشارة بالولد " قالوا إنا مهلكو أهل هذه القرية " يعني قريات لوط " إن أهلها كانوا ظالمين " يعني كافرين " قال " إبراهيم " إن فيها لوطا " يعني أتهلكهم وفيهم لوط " قالوا " يعني قال جبريل عليه السلام " نحن أعلم بمن فيها لننجينه وأهله إلا إمرأته كانت من الغابرين " يعني من الباقين في الهلاك " ولما أن جاءت رسلنا لوطا سيء بهم " يعني ساء مجيئهم " وضاق بهم ذرعا " يعني أغتم بقدومهم فلا يدري أيأمرهم بالخروج أم بالنزول ويقال ضاق بهم القلب " وقالوا لا تخف " علينا " ولا تحزن " من العذاب " إنا منجوك وأهلك " قرأ حمزة والكسائي " لننجينه " و " إنا منجوك " كلاهما بالتخفيف وقرأ أبو عمرو ونافع وإبن عامر وحفص عن عاصم كلاهما بالتشديد وقرأ إبن كثير وأبو بكر عن عاصم الأول بالتشديد والثاني بالتخفيف ومعناهما واحد ويقال أنجيته ونجيته بمعنى واحد " إلا إمرأتك كانت من الغابرين "
ثم قال عز وجل " إما منزلون على أهل هذه القرية " قرأ إبن عامر وعاصم في إحدى الروايتين " منزلون " بالتشديد وقرأ الباقون بالتخفيف ومعناهما واحد يعني أنزلنا ونزلنا " رجزا من السماء " هي الحجارة " بما كانوا يفسقون " يعني يعصون الله عز وجل
قوله عز وجل " ولقد تركنا منها " يعني من قريات لوط " آية بينة " يعني علامة ظاهرة واضحة يعني هلاكهم علامة ظاهرة ويقال قرياتهم علامة ظاهرة " لقوم يعقلون " يعني لمن كان له ذهن الإنسانية " ولقد تركن منها آية " يعني الحجارة التي أنزلها الله تعالى من السماء على كل واحد منها إسم صاحبها
سورة العنكبوت ٣٦ - ٣٧
قوله تعالى " وإلى مدين " يعني وأرسلنا إلى مدين " أخاهم شعيبا " يعني نبيهم شعيبا " فقال يا قوم أعبدوا الله " يعني وحدوا الله وأطيعوه " وارجوا اليوم الآخر " يعني خافوا يوم