٦٧
" رضوا " بالقسمة " وإن لم يعطوا منها " يعني من الصدقة " إذا هم يسخطون " يعني لا يرضون بالقسمة
قوله تعالى " ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله ورسوله " يعني إنهم لو رضوا بما رزقهم الله تعالى وبما يعطيهم رسول الله من العطية " وقالوا حسبنا الله " يعني يكفينا الله " سيؤتينا الله من فضله " يعني سيعطينا الله من رزقه " ورسوله " يعني سيعطينا رسول الله ﷺ من الغنيمة إذا كان عنده سعة وفضل " إنا إلى الله راغبون " يعني طامعون وراجون ولم يذكر جوابه لأن في الكلام دليلا عليه ومعناه ولو أنهم فعلوا ذلك لكان خيرا لهم
سورة التوبة ٦٠
ثم بين لهم موضع الصدقات فقال " إنما الصدقات " يعني ليست الصدقات للذين يلمزونك في الصدقات وإنما الصدقات " للفقراء والمساكين " قال بعضهم الفقراء الضعفاء الأحوال الذين لهم بلغة من العيش بدليل قول الشاعر
( أما الفقير الذي كانت حلوبته % وفق العيال فلم يترك له سبد )
والمسكين الذي لا شيء له بدليل قول الله تعالى " أو مسكينا ذا متربة " [ البلد : ١٦ ] يعني الذي لم يكن بينه وبين التراب شيء يقيه منه وقال بعضهم الفقير الذي لا شيء له والمسكين الذي له أدنى شيء كما قال الله تعالى " أما السفينة فكانت لمساكين " [ الكهف : ٧٩ ] سماهم مساكين وإن كانت لهم سفينة وقال بعضهم الفقير الذي لا يسأل الناس إلحافا كما قال الله تعالى " للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله " إلى قوله " لا يسئلون الناس إلحافا " [ البقرة : ٢٧٣ ] والمسكين الذي يسأل الناس وقال بعضهم الفقير الذي يسأل الناس والمسكين الذي لا يسأل الناس كما قال النبي ﷺ ليس المسكين الذي يطوف على أبوابكم فتردونه باللقمة واللقمتين وإنما المسكين المتعفف الذي لا يسأل الناس ولا يفطن له فيتصدق عليه وقال قتادة الفقير الذي به زمانة والمسكين الصحيح المحتاج وقال بعضهم الفقير الذي يكون عليه زي الفقر ولا تعرف حاجته والمسكين الذي يكون عليه زي الفقر وتكون حاجته ظاهرة
ثم قال تعالى " والعاملين عليها " وهم السعاة الذين يجبون الصدقات فيعطون على قدر حاجتهم " والمؤلفة قلوبهم " وهم قوم كان يعطيهم رسول الله ﷺ ويتألفهم بالصدقة على


الصفحة التالية
Icon