٨٧
القول كلهم فمن وافق قوله فعله فذلك الذي أصاب حظه ومن خالف قوله فعله فإنما يوبخ نفسه " وستردون إلى عالم الغيب والشهادة " يعني يوم القيامة " فينبئكم بما كنتم تعملون " في الدنيا
قوله تعالى " وآخرون مرجون لأمر الله " يعني موفقون لأمر الله وقال القتبي مؤخرون على أمر الله ويقال متروكون لأمر الله تعالى لهم ويقال مؤخر أمرهم ولم يبين شيء فنزلت هذه الآية في الثلاثة الذين تخلفوا وهم كعب بن مالك وهلال بن أمية ومرارة بن الربيع ثم بين توبتهم في الآية التي بعد هذه " وعلى الثلاثة الذين خلفوا " قرأ حمزة والكسائي ونافع " مرجون " بغير همز وقرأ إبن كثير وأبو عمرو بالهمز وإختلف عن عاصم وإبن عامر وأصله من التأخير " إما يعذبهم " بتخلفهم " وإما يتوب عليهم " يعني يتجاوز عنهم " والله عليم " بهم " حكيم " يحكم في أمرهم ما يشاء
سورة التوبة ١٠٧ - ١٠٨
قوله تعالى " والذين إتخذوا مسجدا ضرارا " يعني بنوا مسجدا مضرة للمسلمين وقال القتبي يعني مضارة ليضاروا به مخالفيهم أي ليدخلوا عليهم المضرة " وكفرا " يعني وإظهارا للكفر " وتفريقا بين المؤمنين " قرأ نافع وإبن عامر " الذين إتخذوا " بغير واو وقرأ الباقون بالواو ومعناهما واحد إلا أن الواو للعطف
نزلت الآية في سبعة عشر من المنافقين من بني عمرو بن عوف قالوا تعالوا نبني مسجدا يكون فيه متحدثنا ومجمع رأينا فانطلقوا إلى رسول الله ﷺ فسألوه أن يأذن لهم في بناء المسجد وقالوا قد بعد علينا المسير إلى الصلاة معك فتفوتنا الصلاة فأذن لنا أن نبني مسجدا لذوي العلة والليلة المطيرة فأذن لهم وكانوا ينتظرون رجوع أبي عامر الراهب من الشام وكان النبي ﷺ سماه فاسقا وقال لا تقولوا راهب ولكن قولوا فاسق وقد كان آمن بالنبي ﷺ مرتين ثم رجع عن الإسلام فدعا عليه رسول الله ﷺ فمات كافرا فلما ظهر أمرهم ونفاقهم جاؤوا يحلفون " إن أردنا إلا الحسنى " أي أردنا ببنيانه خيرا فنزل " والذين إتخذوا مسجدا ضرارا " يعني بنوا المسجد للضرار والكفر وللتفريق بين المؤمنين لكي يصلي بعضهم في مسجد قباء وبعضهم في مسجدهم وليجتمع الناس إلى مسجدهم ويتفرق أصحاب رسول الله ﷺ " وإرصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل " يعني إنتظارا لمن هو كافر بالله ورسوله


الصفحة التالية
Icon