٩١
لأبويه وهما مشركان فذكرت ذلك للنبي ﷺ فنزل " ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين " " ولو كانوا أولي قربى " يعني ذا قرابة في الرحم " من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم " يعني أهل النار وماتوا على الكفر وهم في النار
ويقال أراد النبي ﷺ أن يستغفر لأبويه وهما مشركان واستأذن منه المسلمون أن يستغفروا لآبائهم فنهاهم الله تعالى عن ذلك وقال " ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين " وروى مسروق عن عبد الله بن مسعود أنه قال خرج رسول الله ﷺ وخرجنا معه حتى إنتهينا إلى قبر فجلس إليه فناجاه طويلا ثم رفع رأسه باكيا فبكينا لبكاء رسول الله ﷺ ثم إن النبي ﷺ أقبل إلينا فتلقاه عمر رضي الله عنه فقال ما الذي أبكاك يا رسول الله فأخذ بيد عمر وأقبل إلينا فأتيناه فقال أفزعكم بكائي فقلنا نعم يا رسول الله فقال إن القبر الذي رأيتموني أناجيه قبر آمنة بنت وهب بن عبد مناف وإني إستأذنت ربي بالإستغفار لها فلم يأذن لي فأنزل الله تعالى " ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين " فأخذني ما يأخذ الولد للوالدين من الرقة فذلك الذي أبكاني
وروى أبو هريرة عن النبي ﷺ أنه قال إستأذنت ربي أن أستغفر لوالدي فلم يأذن لي وإستأذنته أن أزور قبرهما فأذن لي فنزلت هذه الآية " ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين " الآية
ثم قال تعالى " وما كان إستغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه " وذلك أن أباه وعد إبراهيم أن يسلم فكان يستغفر له رجاء أن يسلم وروى سعيد بن جبير عن إبن عباس أنه قال ما زال إبراهيم يستغفر لأبيه حتى مات " فلما " مات " تبين له أنه عدو لله تبرأ منه " يعني ترك الدعاء ولم يستغفر له بعد لأنه مات على الكفر وللآية هذه وجه آخر روي عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبيه المسيب بن حرب قال لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله ﷺ فوجد عنده أبا جهل وعبد الله بن أمية فقال النبي ﷺ لأبي طالب يا عم قل لا إله إلا الله كلمة النجاة أشهد لك بها عند الله تعالى فقال أبو جهل أترغب عن ملة عبد المطلب فلم يزل النبي ﷺ يعرضها عليه ويعانده أبو جهل بتلك المقالة حتى قال أبو


الصفحة التالية
Icon