١٠٥
العمر والمهلة في الدنيا ما نتذكر فيه لمن تذكر يعني يتعظ فيه من أراد أن يتعظ
وروى مجاهد عن ابن عباس في قوله تعالى " أو لم نعمركم " قال العمر ستون سنة " وجاءكم النذير " يعني الشيب والهرم
وروي أن إبراهيم خليل الرحمن عليه السلام أول من رأى الشيب فقال ما هذا يا رب فقال هذا وقار في الدنيا ونور في الآخرة
فقال رب زدني وقارا
ويقال " أو لم نعمركم " يعني نطول أعماركم و " ما يتذكر فيه من تذكر " أي مقدار ما يتعظ فيه من يتعظ
وروى أبو هريرة عن النبي ﷺ أنه قال ( لقد أعذر الله إلى عبد أحياه حتى بلغ ستين سنة ) " وجاءكم النذير " يعني الرسول " فذوقوا " العذاب في النار " فما للظالمين من نصير " يعني ما للمشركين من مانع من عذاب الله عز وجل
سورة فاطر ٣٨ - ٤٠
ثم قال عز وجل " إن الله عالم غيب السموات والأرض " يعني غيب ما يكون في السموات والأرض
يعني يعلم أنهم لو ردوا لعادوا لما نهوا عنه " إنه عليم بذات الصدور " يعني عليم بما في قلوبهم ويقال عالم بما في قلوب العباد من الخير والشر
ثم قال عز وجل " هو الذي جعلكم خلائف في الأرض " يعني قل لهم يا محمد للكفار الله تعالى جعلكم سكان الأرض من بعد الأمم الخالية " فمن كفر " بتوحيد الله عز وجل " فعليه كفره " يعني عاقبة كفره وعقوبة كفره " ولا يزيد الكافرين كفرهم عند ربهم إلا مقتا " وهو الغضب الشديد الذي يستوجب العقوبة
يعني لا يزدادون في طول أعمارهم إلا غضب الله تعالى عليهم
وقال الزجاج المقت أشد الغضب " ولا يزيد الكافرين كفرهم إلا خسارا " يعني غبنا في الآخرة وخسرانا
ثم قال عز وجل " قل أرأيتم شركاءكم الذين تدعون من دون الله " يعني تعبدون من دون الله " أروني ماذا خلقوا من الأرض " يعني أخبروني أي شيء خلقوا مما في السموات أو مما في الأرض من الخلق
وقال القتبي " من " بمعنى في يعني أروني ماذا خلقوا في الأرض يعني أي شيء خلقوا في الأرض كما خلق الله عز وجل " أم لهم شرك في السموات "