١١١
كفرهم أو قتلوا على كفرهم
قرأ حمزة والكسائي وعاصم في رواية حفص " سدا " بنصب السين في كلاهما وقرأ الباقون بالضم
وقال أبو عبيدة قراءتنا بالضم لأنهما من فعل الله تعالى وليس من فعل بني آدم
وقال القتبي المقمح الذي يرفع رأسه ويغض بصره يقال بعير قامح إذا روي من الماء فقمحت عيناه وقال والسد الجبل " فأغشيناهم " قال أعمينا أبصارهم عن الهدى
سورة يس ١١ - ١٢
ثم قال عز وجل " إنما تنذر من اتبع الذكر " يعني تخوف بالقرآن من اتبع الذكر يعني من قبل الموعظة وسمع القرآن " وخشي الرحمن بالغيب " يعني أطاعه في الغيب " فبشره بمغفرة " في الدنيا " وأجر كريم " في الآخرة
ثم قال عز وجل " إنا نحن نحيي الموتى " يعني نبعثهم في الآخرة " ونكتب ما قدموا " يعني نحفظ ما اعملوا وما أسلفوا من أعمالهم
ويقال " ونكتب ما قدموا " يعني تكتب أعمالهم الكرام الكاتبون ما عملوا من خير أو شر " وآثارهم " يعني ما استنوا من سنة خيرا أو شرا عملوه واقتدى بهم من بعدهم فلهم مثل أجورهم أو عليهم مثل أوزارهم من غير أن ينقص منه شيئا وهذا كقوله عز وجل " ينبؤا الإنسان يومئذ بما قدم وأخر " [ القيامة ١٤ ] وهذا كما قال النبي ﷺ ( من سن سنة حسنة ) إلى آخره وقال مجاهد " وآثارهم " يعني خطاهم
وروى مسروق أنه قال ما خطا عبد خطوة إلا كتبت له بها حسنة أو سيئة
وروي عن جابر بن عبد الله أنه قال إن بني سلمة ذكروا للنبي ﷺ بعد منازلهم من المسجد فقال النبي ﷺ ( يا بني سلمة دياركم فإنما تكتب آثاركم )
ثم قال " وكل شيء أحصيناه " أي حفظناه وبيناه " في إمام مبين " يعني في اللوح المحفوظ
سورة يس ١٣ - ١٤
قوله عز وجل " واضرب لهم مثلا " أي وصف لهم شبها " أصحاب القرية " أهل القرية


الصفحة التالية
Icon