١١٦
الأرض " جنات " يعني البساتين " من نخيل وأعناب " وهي والكروم " وفجرنا فيها من العيون " يعني أجرينا في الأرض الأنهار تخرج من العيون " ليأكلوا من ثمره " يعني من الثمرات " وما عملته أيديهم " يعني لم تعمل أيديهم
ويقال والذي عملت أيديهم مما يزرعون " أفلا يشكرون " رب هذه النعم فيوحدوه
وقرأ حمزة والكسائي " ثمره " بالضم وقرأ الباقون بالنصب والثمر بالنصب جماعة الثمرة والثمرات جمع الجمع وهو الثمر مثل كتاب وكتب
والثمر بالضم جمع الثمرات
قرأ حمزة والكسائي وعاصم في رواية أبي بكر " وما عملت " بغير هاء وقرأ الباقون بالهاء ومعناهما واحد
ثم قال " أفلا يشكرون " اللفظ لفظ الاستفهام والمراد به الأمر يعني اشكروا رب هذه النعم ووحدوه
سورة يس ٣٦ - ٤٠
ثم قال عز وجل " سبحان الذي خلق الأزواج كلها " يعني تنزيها لله عز وجل الذي خلق الأصناف كلها " مما تنبت الأرض " يعني ألوانا من النبات والثمار ففي كل شيء خلق الله تعالى دليل على وحدانيته تعالى وربوبيته
ثم قال " ومن أنفسهم " يعني خلق من جنسهم أصنافا فالذكر والأنثى وألوانا مختلفة " ومما لا يعلمون " يعني وخلق من الخلق ما لا يعلمون وهذا كقوله " ويخلق ما لا تعلمون " [ النحل ٨ ]
ثم ذكر لهم دلالة أخرى ليعتبروا بها فقال عز وجل " وآية لهم الليل " يعني علامة وحدانيته الليل " نسلخ منه النهار " يعني نخرج ونميز منه النهار " فإذا هم مظلمون " يعني داخلون في الظلمة ويقال يبقون في الظلمة ويقال إن الذي خلق الدنيا مظلمة هو الله تعالى
ثم قال " والشمس " سراجا فإذا طلعت الشمس صارت الدنيا مضيئة وإذا غربت الشمس بقيت الظلمة كما كانت وهو قوله تعالى " نسلخ منه النهار " يعني ننزع الضوء منه " فإذا هم مظلمون " يعني يبقون في الظلمة
ويقال " نسلخ الليل "
يعني نخرج منه النهار إخراجا لا يبقى منه شيء يعني من ضوء النهار كما نسلخ النهار من الليل فكذلك نسلخ الليل من النهار
فكأنه يقول الليل نسلخ منه النهار والنهار نسلخ منه الليل فاكتفى بذكر