١٢
" وكانوا شيعا " فجعلوه أديانا يعني تركوا دينهم وصاروا فرقا اليهود والنصارى والمجوس
قرأ حمزة والكسائي " فارقوا " بالألف
وقرأ الباقون " فرقوا " بغير ألف
فمن قرأ " فارقوا " يعني تركوا دينهم
ومن قرأ " فرقوا " دينهم يعني افترقت اليهود إحدى وسبعين فرقة والنصارى اثنتين وسبعين فرقة والمسلمون ثلاثة وسبعين فرقة " كل حزب بما لديهم فرحون " يعني كل أهل دين بما عندهم من الدين راضون
سورة الروم ٣٣ - ٣٥
قوله عز وجل " وإذا مس الناس ضر " يعني إذا أصاب الكفار شدة " دعوا ربهم منيبين إليه " يعني منقلبين إليه بالدعاء عند الشدة والقحط " ثم إذا أذاقهم منه رحمة " يعني إذا أصابهم من الله نعمة وهي السعة في الرزق والخصب " إذا فريق منهم بربهم يشركون " يعني تركوا توحيد ربهم في الرخاء وقد وحدوه في الضراء
قوله عز وجل " ليكفروا بما آتيناهم " قال مقاتل تقول أذاقهم رحمة لئلا يكفروا بالذي أعطاهم من الخير
ويقال كانت النعمة سبيلا لكفرهم فكأنه أعطاهم لذلك كما قال " فالتقطه ءال فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا " [ القصص ٨ ] وقرئ في الشاذ " يشركون ليكفروا " بجزم اللام فيكون أمرا على وجه الوعيد والتهديد
ثم قال " فتمتعوا فسوف تعلمون " يعني فتمتعوا قليلا إلى آجالكم فسوف تعلمون ما يفعل بكم يوم القيامة
ثم قال عز وجل " أم أنزلنا عليهم سلطانا " يعني كتابا من السماء " فهو يتكلم " يعني ينطق " بما كانوا به يشركون " يعني ينطق بما كانوا يقولون من الشرك
اللفظ لفظ الاستفهام والمراد به النفي يعني لم ينزل عليهم حجة بذلك
وقال القتبي فهو يتكلم فهو من المجاز ومعناه أنزلنا عليهم برهانا يستدلون به فهو يدلهم على الشرك
ويقال أم أنزلنا عليهم عذرا بذلك
سورة الروم ٣٦ - ٤٠


الصفحة التالية
Icon