١٢٦
أول مرة من نطفة " فإذا هو خصيم مبين " يجادل بالباطل
ويقال " خصيم " بين الخصومة فيما يخاصم " مبين " أي بين
ثم قال عز وجل " وضرب لنا مثلا " يعني وصف لنا شبها في أمر العظام
ويقال وصف لنا بالعجز " ونسي خلقه " يعني وترك ابتداءه حين خلقه من نطفة
ويقال ترك النظر في خلق نفسه فلم يعتبر و " قال من يحيي العظام وهي رميم " يعني بالية والرميم العظم البالي يقال رم العظم إذا بلي
قال الله تعالى لنبيه " قل يحييها الذي أنشأها أول مرة " يعني قل يا محمد العظام يحييها الذي " أنشأها " يعني خلقها أول مرة يعني في أول مرة ولم تكن شيئا
ثم قال عز وجل " وهو بكل خلق عليم " يعني عليما ببعثهم وبخلقهم في الدنيا
ثم أخبر عن صنعه ليعتبروا في البعث فقال " الذي جعل لكم " يعني قل يا محمد العظام يحييها " الذي جعل لكم " " من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون " قال الكلبي كل شجرة يقدح منها النار إلا شجرة العناب فمن ذلك القصارون يدقون عليه " فإذا أنتم منه توقدون " يعني تقدحون يعني فهو الذي يقدر على أن يبعثكم
ثم قال عز وجل " أو ليس الذي خلق السموات والأرض " وهي أعظم خلقا " بقادر على أن يخلق مثلهم " في الآخرة
والكلام يخرج على لفظ الاستفهام ويراد به التقرير
ثم قال " بلى " هو قادر على ذلك " وهو الخلاق العليم " يعني الباعث " العليم " ببعثهم
قوله عز وجل " إنما أمره إذا أراد شيئا " من أمر البعث وغيره " إن يقول له كن فيكون " خلقا
قرأ ابن عامر والكسائي " فيكون " بالنصب
وقد ذكرناه في سورة البقرة
ثم قال عز وجل " فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء " يعني خلق كل شيء من البعث وغيره ويقال خزائن كل شيء ويقال له القدرة على كل شيء " وإليه ترجعون " بعد الموت فيجازيكم بأعمالكم
قال الفقيه أبو الليث رحمه الله حدثنا أبو الحسن أحمد بن حمدان بإسناده عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال قال رسول الله ﷺ ( إن لكل شيء قلبا وقلب القرآن يس فمن قرأ يس يريد بها وجه الله تعالى غفر له وأعطي من الأجر كمن قرأ القرآن اثنتي عشرة مرة وإيما مسلم قرئت عنده سورة يس حين ينزل به ملك الموت ينزل إليه بكل حرف منها عشرة أملاك يقومون بين يديه صفوفا يصلون عليه ويستغفرون له ويشهدون قبضه ويشهدون غسله ويشيعون جنازته ويصلون عليه ويشهدون دفنه
وأيما مسلم مريض قرئ عنده سورة يس وهو في سكرات الموت لا يقبض ملك الموت روحه حتى يجيء رضوان خازن الجنة بشربة من