١٣٤
فيها أثم ويقال لا غائلة لها ولا يوجع منها الرأس
وروى شريك عن سالم قال " لا فيها غول " أي لا مكروه فيها ولا أذى
وقال القتبي " لا فيها غول " أي لا تغتال عقولهم فتذهب بها
يقال الخمر غول للحلم والحرب غول للنفوس والغول البعد " ولاهم عنها ينزفون " قرأ حمزة والكسائي " ينزفون " بكسر الزاي وقرأ الباقون بالنصب
فمن قرأ بالنصب فمعناه لا يذهب عقولهم شربها
ويقال للسكران نزيف ومنزوف إذا زال عقله
ومن قرأ بالكسر فله معنيان أحدهما لا ينفد شرابهم أبدا والثاني أنهم لا يسكرون
ثم قال عز وجل " وعندهم قاصرات الطرف عين " يعني غاضات الأعين عن غير أزواجهن
يعني قصرن طرفهن على أزواجهن وقنعن بهم ولا يبغين بهم بدلا
ثم قال " عين " أي حسان الأعين شدة البياض في شدة السواد
ويقال لواحدة العين عيناء يعني كبيرة العين
ويقال الحسن العيناء التي سواد عينها أكثر من بياضها
ثم قال " كأنهن بيض مكنون " يعني إنهن أحسن بياضا من بيض النعام والعرب تشبه النساء ببيض النعام يقال لا يكون لون البياض في شيء أحسن من بيض النعام
وقال قتادة البيض التي لم تلوثه الأيدي ويقال البيض أراد به القشر الداخل من البيض المكنون قد خبئ وكنن من القر والحر " فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون " يعني يسأل بعضهم بعضا عن حاله في الدنيا
سورة الصافات ٥١ - ٥٦
قوله عز وجل " قال قائل منهم " يعني من أهل الجنة " إني كان لي قرين " وهو الذي بين الله تعالى أمرهما في سورة الكهف " جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب " [ الكهف ٣٢ ] فكانا أخوين أو شريكين وأنفق أحدهما ماله في أمر الآخرة واتخذ الآخر لنفسه ضياعا وخدما واحتاج المؤمن إلى شيء فجاء إلى أخيه الكافر يسأله فقال له الكافر ما صنعت بمالك فأخبره أنه قدمه إلى الآخرة فقال له الكافر " أئنك لمن المصدقين " يعني إنك ممن يصدق بالبعث وطلب منه أن يدخل في دينه ولم يقض حاجته فذلك قوله " إئنك لمن المصدقين " يعني بالبعث بعد الموت
قوله عز وجل " أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمدينون " يعني لمحاسبون
فيقول المؤمن لأصحابه في الجنة " قال هل أنتم مطلعون " حتى ننظر إلى حاله وإلى منزله فيقول أصحابه اطلع أنت فإنك أعرف به منا " فاطلع " يعني فنظر في النار " فرآه في سواء الجحيم " يعني رأى أخاه في وسط الجحيم أسود الوجه مزرق العين فيقول المؤمن عند