١٣٦
سورة الصافات ٦٦ - ٧٠
ثم وصف أكلهم فقال " فإنهم لآكلون منها " يعني من ثمرها " فمالئون منها البطون " وهو جماعة المالئ
يعني يملؤون منها البطون
قال الفقيه أبو الليث رحمه الله حدثنا الفقيه أبو جعفر قال حدثنا محمد بن عقيل قال حدثنا عباس الدوري قال حدثنا وهب بن جرير عن شعبة عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول الله ﷺ ( أيها الناس اتقوا الله ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون
فلو أن قطرة من الزقوم قطرت في الأرض لأمرت على أهل الدنيا معيشتهم فكيف بمن هو طعامه وشرابه منه وليس له طعام غيره
قوله عز وجل " ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم " يعني خلطا من حميم من ماء حار في جهنم " ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم " يعني مصيرهم إلى النار
ثم بين المعنى الذي به يستوجبون العقوبة فقال " إنهم ألفوا " يعني وجدوا " آباءهم ضالين " عن الهدى " فهم على آثارهم يهرعون " يعني يسعون في مثل أعمال آبائهم والإهراع في اللغة المشي بين مشيتين وقال مجاهد كهيئة الهرولة
سورة الصافات ٧١ - ٧٤
ثم قال عز وجل " ولقد ضل قبلهم " يعني أضل إبليس قبلهم " أكثر الأولين " يعني من الأمم الخالية
ولم يذكر إبليس لأن في الكلام دليلا عليه فاكتفى بالإشارة ومثل هذا كثير في القرآن
ثم قال عز وجل " ولقد أرسلنا فيهم منذرين " يعني رسلا ينذرونهم كما أرسلناك إلى قومك فكذبوهم بالعذاب كما كذبك قومك فعذبهم الله تعالى في الدنيا " فانظر كيف كان عاقبة المنذرين " يعني آخر أمر من أنذر فلم يؤمن " إلا عباد الله المخلصين " يعني الموحدين المطيعين فإنهم لم يعذبوا
سورة الصافات ٧٥ - ٨٢