١٤٥
سورة الصافات ١٣٩ - ١٤٨
قوله عز وجل " وإن يونس لمن المرسلين " يعني من جملة المرسلين " إذ أبق " يعني إذ فزع ويقال إذ هرب
ويقال خرج " إلى الفلك المشحون " يعني الموقد من الناس والدواب
ويقال المجهز الذي قد فرغ من جهازه " فساهم " يعني اقترعوا وقد ذكرت قصته في سورة الأنبياء عليهم السلام " فكان من المدحضين " يعني من المقروعين والمدحض في اللغة هو المغلوب في الحجة وأصله من دحض الرجل إذ زل من مكانه
" فالتقمه الحوت " يعني ابتلعه الحوت " وهو مليم " يعني يلوم نفسه قال أهل اللغة المليم الذي استوجب اللوم سواء لأمره أو لا
والملوم الذي يلام سواء استوجب اللوم أم لا
ثم قال عز وجل " فلولا أنه كان من المسبحين " قال مقاتل والكلبي لولا أنه كان من المصلين قبل ذلك ويقال " لولا أنه كان من المسبحين " في بطن الحوت " للبث " أي لمكث " في بطنه " ولكان بطنه قبره " إلى يوم يبعثون " يعني إلى يوم القيامة
قوله عز وجل " فنبذناه بالعراء " يعني نبذه الحوت على ساحل البحر
ويقال بالفضاء على ظاهر الأرض
وقال أهل اللغة العراء هو المكان الخالي من البناء والشجر والنبات
فكأنه من عرى الشيء " وهو سقيم " يعني مريض
وذكر في الخبر أنه لم يبق له لحم ولا ظفر ولا شعر فألقاه على الأرض كهيئة الطفل لا قوة له وقد كان مكث في بطن الحوت أربعين يوما
" وأنبتنا عليه شجرة من يقطين " قال مقاتل يعني من قرع وهكذا قال قتادة ومجاهد
وقال أهل اللغة كل شيء ينبت بسطا فهو يقطين وهكذا قال الكلبي
وذكر في الخبر أن وعلة كانت تختلف إليه ويشرب من لبنها فكان تحت ظل اليقطين ويشرب من لبن الوعلة حتى تقوى ثم يبست تلك الشجرة فاغتم لذلك وحزن حزنا شديدا وبكى فأوحى الله تعالى إليه إنك قد اغتممت بسبب هذه الشجرة فكيف لم تغتم بهلاك مائة ألف أو يزيدون
قال " وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون " يعني كما أرسلناه قبل ذلك إلى قومه وهم مائة ألف يعني أهل نينوى " أو يزيدون "
يعني بل يزيدون ويقال يعني ويزيدون وكانوا مائة وعشرين ألفا " فآمنوا " لما جاءهم العذاب أقروا وصدقوا فصرف الله عنهم العذاب فذلك قوله " فمتعناهم إلى حين " يعني أبقيناهم إلى منتهى آجالهم
فخرج يونس عليه السلام فمر بجانب مدينة نينوى فرأى هناك غلاما يرعى فقال ممن أنت يا غلام فقال من


الصفحة التالية
Icon