١٤٧
سورة الصافات ١٦٣ - ١٧٠
ثم قال عز وجل " وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا " يعني وصفوا بين الرب وبين الملائكة نسبا حين زعموا أنهم بناته
ويقال جعلوا بينه وبين إبليس قرابة
وروى جويبر عن الضحاك قال قالت قريش إن إبليس أخو الرحمن وقال عكرمة " وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا " قالوا الملائكة بنات الله وجعلوهم من الجن
وهكذا قال القتبي
ثم قال " ولقد علمت الجنة " قال مقاتل والكلبي يعني علمت الملائكة الذين قالوا إنهم البنات " إنهم لمحضرون " أن من قال إنهم بناته لمحضرون في النار
ويقال لو علمت الملائكة أنهم لو قالوا بذلك أدخلوا النار
ثم قال الله عز وجل " سبحان الله عما يصفون " يعني تنزيها لله عما يصف الكفار
ثم استثنى على معنى التقديم والتأخير يعني فقال " إنهم لمحضرون " " إلا عباد الله المخلصين " يعني الموحدين فإنهم لا يحضرون النار
ويقال بغير تقديم وتأخير ومعناه " سبحانه عما يصنعون إلا عباد الله المخلصين " يعني الموحدين فإنهم لا يقولون ذلك
ثم قال عز وجل " فإنكم وما تعبدون ما أنتم عليه بفاتنين " يعني ما أنتم عليه بمضلين أحدا بآلهتكم " إلا من هو صال الجحيم " يعني إلا من قدر الله له أن يصلى الجحيم
ويقال إلا من كان في علم الله تعالى أنه يصلى الجحيم ويقال إلا من قدر عليه الضلالة وعلم ذلك منه وأنتم لا تقدرون على الضلالة وعلى الهدى
قوله عز وجل " وما منا إلا له مقام معلوم " يعني قل يا جبريل لمحمد صلى الله عليه وسلم
" وما منا " معشر الملائكة " إلا له مقام معلوم " يعني مصلى معروفا في السماء يصلي فيه ويعبد الله تعالى فيه " وإنا لنحن الصافون " يعني صفوف الملائكة في السموات
وروي مسروق عن ابن مسعود قال إن في السموات لسماء ما فيها موضع شبر إلا وعليه جبهة ملك ساجد أو قدماه ثم قرأ " وإنا لنحن الصافون "
وروي عن مجاهد عن أبي ذر عن رسول الله ﷺ أنه قال ( أطت السماء وحق لها أن تئط ما فيها موضع شبر إلا وفيه جبهة ملك ساجد )
ويقال إن جبريل عليه السلام جاء إلى النبي ﷺ فقال له " إنك تقوم أدنى من ثلثي اليل ونصفه وثلثه "