١٥٠
سورة ص
مكية وهي ثمانون وثمان آيات
سورة ص ١ - ٣
قوله الله سبحانه تعالى " ص والقرآن " قرأ الحسن صاد بالكسر وجعلها من المصاداة يقول عارض القرآن أي عارض عملك بالقرآن
ويقال بقلبك
وروى معمر عن قتادة في قوله " ص والقرآن " قال هو كما تقول تلق كذا أي هيء نفسك بقدوم فلان يعني طهر نفسك بآداب القرآن كما قال ﷺ ( القرآن مأدبة الله فتطعموا من مأدبته ) وكان عيسى بن عمر يقرأ صاد بالنصب وكذلك يقرأ قاف ونون بالنصب ومعناه اقرأ صاد
وقراءة العامة بسكون الدال لأنها حروف هجاء فلا يدخلها الإعراب وتقديرها الوقف عليها
وقيل في التفسير قول الله تعالى " ص " يعني الصادق وهو الله
ويقال هو قسم
" والقرآن " عطف عليه فقسم بعد قسم ومعناه أقسمت ب ( ص ) وبالقرآن وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه الصاد اسم بحر في السماء
وقال ابن مسعود في قوله " ص والقرآن " يعني صادقوا القرآن حتى تعرفوا الحق من الباطل
وقال الضحاك معناه صدق الله
ثم قال " والقرآن ذي الذكر " يعني والقرآن ذي الشرف
ويقال فيه ذكر من كان قبله وجواب القسم عند قوله " إن ذلك لحق تخاصم أهل النار " [ ص ٦٤ ] والجواب قد يكون مؤخرا عن الكلام كما قال " والفجر وليال عشر " [ الفجر ١، ٢ ] وجوابه قوله " إن ربك لبالمرصاد " [ الفجر ١٤ ] وقوله " والسماء ذات البروج " [ البروج ١ ] وجوابه قوله " إن بطش ربك لشديد " [ البروج ١٢ ] وقال بعضهم جواب القسم ههنا " كم أهلكنا " ومعناه لكم أهلكنا فلما طال الكلام حذف اللام
ثم قال " بل الذين كفروا في عزة " أي في حمية
كقوله " أخذته العزة " [ البقرة ٢٠٦ ] يعني الحمية
ويقال " في عزة " يعني في تكبر " وشقاق " يعني في خلاف من الدين ويقال في عداوة ومباعدة وتكذيب
وقال القتبي " بل " في اللغة على وجهين أحدهما


الصفحة التالية
Icon