١٥٩
العامة " ليدبروا " بالياء وتشديد الدال
وهو بمعنى ليتدبروا فأدغمت التاء في الدال وشددت
ثم قال عز وجل " وليتذكر " يعني وليتعظ بالقرآن " أولو الألباب " يعني ذوي العقول من الناس
سورة ص ٣٠ - ٣٤
قوله عز وجل " ووهبنا لداود سليمان " يعني أعطينا لداود سليمان
وروي عن ابن عباس أنه قال أولادنا من مواهب الله عز وجل لنا
ثم قرأ و " يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور " [ الشورى ٤٩ ] فوهب الله تعالى لداود سليمان " نعم العبد إنه أواب " يعني مقبلا إلى طاعة الله تعالى
قوله عز وجل " إذ عرض عليه بالعشي " يعني في آخر النهار " الصافنات الجياد " يعني الخيل
قال الكلبي ومقاتل صفن الفرس إذا رفع إحدى رجليه فيقوم على طرف حافره
وقال أهل اللغة الصافن الواقف من الخيل
وفي الخبر ( من أحب أن يقوم له الرجال صفوفا فليتبوأ مقعده من النار ) يعني يديمون له القيام والجياد الحسان
ويقال الإسراع في المشي
وقال ابن عباس في رواية الكلبي إن أهل دمشق من العرب وأهل نصيبين جمعوا جموعا وأقبلوا ليقاتلوا سليمان فقهرهم سليمان وأصاب منهم ألف فرس عراب فعرضت على سليمان الخيل فجعل ينظر إليها ويتعجب من حسنها حتى شغلته عن صلاة العصر وغربت الشمس ثم ذكرها بعد ذلك فغضب وقال " ردوها علي " فضرب سوقها وأعناقها بالسيف حتى عقر منها تسعمائة فرس وهي التي كانت عرضت عليه وبقيت مائة فرس لم تعرض عليه فما كان في أيدي الناس فهو منها من نسل المائة الباقية
" فقال إني أحببت حب الخير " يعني آثرت حب المال " عن ذكر ربي " يعني عن الصلاة وهي صلاة العصر " حتى توارت بالحجاب " يعني حتى غابت الشمس وهذا إضمار لما لم يسبق ذكرها يعني ذكر الشمس لأن في الكلام دليلا فاكتفى بالإشارة عن العبارة
قوله عز وجل " ردوها علي " يعني قال سليمان ردوا الخيل علي فردت عليه " فطفق مسحا بالسوق " يعني يضرب السوق وهو جماعة الساق " والأعناق " جمع العنق
وروي عن إبراهيم النخعي قال كانت عشرين ألف فرس
وقال السدي كانت خيل لها أجنحة
وقال أبو الليث يجوز أن يكون مراده في سرعة السير كأن لها أجنحة
وقال بعضهم كانت الشياطين والجن أخرجتها من البحر
وقال عامة المفسرين في قوله " فطفق مسحا بالسوق والأعناق "