١٦٣
الباقون " عبادنا " بالألف
فمن قرأ عبدنا فمعناه " واذكر عبدنا إبراهيم " فجعل العبد نعتا لإبراهيم خاصة فكأنه قال " واذكر عبدنا إبراهيم " " و " اذكر " إسحاق ويعقوب "
ومن قرأ " عبادنا " يعني ما بعده مع إبراهيم وإسحاق ويعقوب " أولي الأيدي والأبصار " يعني أولي القوة في العبادة والأبصار يعني ذوي البصر في أمر الله تعالى
قوله عز وجل " إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار " يعني اختصصناهم بذكر الله تعالى وبذكر الجنة وليس لهم هم إلا هم الآخرة
ويقال معناه واذكر صبر إبراهيم وصبر إسحاق وصبر يعقوب ولم يذكر صبر إسماعيل لأنه لم يبتل بشيء
قرأ نافع " بخالصة " بغير تنوين على معنى الإضافة
وقرأ الباقون بالتنوين
وروى مالك بن دينار قال نزع الله ما في قلوبهم من حب الدنيا وذكرها وقد أخلصهم بحب الآخرة وذكرها
ومن قرأ " بخالصة " بالتنوين جعل قوله " ذكرى الدار " بدلا من خالصة والمعنى " إنا أخلصناهم " بذكر الدار والدار هاهنا دار الآخرة يعني جعلناهم لنا خالصين بأن جعلناهم يكثرون ذكر الدار الآخرة والرجوع إلى الله تعالى
ثم قال عز وجل " وإنهم عندنا لمن المصطفين الأخيار " يعني المختارين بالرسالة الأخيار في الجنة
ثم قال " واذكر إسماعيل " قال مقاتل واذكر صبر إسماعيل وهو أشمويل بن هلقانا
وقال غيره هو إسماعيل بن إبراهيم يعني اذكر لقومك إسماعيل وصدق وعده " واليسع وذا الكفل " " واليسع " كان خليفة إلياس " وذا الكفل " كفل مائة نبي أطعمهم وكساهم " وكل من الأخيار هذا ذكر " يعني هذا الذي ذكرنا من الأنبياء عليهم السلام في هذه السورة " ذكر " يعني بيان لعظمته " وإن للمتقين " من هذه الأمة " لحسن مآب " يعني حسن المرجع
ثم وصف الجنة فقال عز وجل " جنات عدن مفتحة لهم الأبواب " يعني تفتح لهم الأبواب فيدخلونها
يعني الجنة كما قال تعالى في آية أخرى " حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها " [ الزمر ٧٣ ] فإذا دخلوها وجلسوا على السرر وكانوا " متكئين فيها يدعون فيها بفاكهة كثيرة وشراب " يعني ألوان الفاكهة والشراب " وعندهم قاصرات الطرف " يعني غاضات أعينهن عن غير أزواجهن " أتراب " يعني ذات أقران يعني مستويات على سن واحد " هذا ما توعدون ليوم الحساب " يقول إن هذا الثواب الذي توعدون بأنه يكون لكم في يوم الحساب
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو بالياء على معنى الإخبار وقرأ الباقون بالتاء على معنى المخاطبة
يقول الله تعالى " إن هذا لرزقنا " يعني هذا الذي ذكرنا لعطاؤنا للمتقين " ما له من نفاد " يعني لا يكون له فناء ولا انقطاع عنهم وهذا كما قال تعالى في آية أخرى " لا مقطوعة ولا ممنوعة " [ الواقعة ٣٣ ] ثم قال " هذا " يعني
هذا الرزق للمتقين فيتم الكلام عند قوله " هذا "


الصفحة التالية
Icon