١٦٥
اتخذناهم ) بالوصل وقرأ الباقون " اتخذناهم " بالقطع
فمن قرأ بالقطع فهو على معنى الاستفهام بدليل قوله " أم زاغت عنهم الأبصار " لأن " أم " تدل على الاستفهام
ومن قرأ بالوصل فمعناه أنا " اتخذناهم سخريا " وجعل " أم " بمعنى بل
وقرأ حمزة والكسائي ونافع " سخريا " بضم السين وقرأ الباقون بالكسر
قال القتبي فمن قرأ بالضم جعله من السخرة يعني تستذلهم
ومن قرأ بالكسر فمعناه إنا كنا نسخر منهم
ثم قال " أم زاغت عنهم الأبصار " يعني مالت وحادت أبصارنا عنهم فلا نراهم
قال الله سبحانه وتعالى " إن ذلك لحق تخاصم أهل النار " يعني يتكلم به أهل النار ويتخاصمون فيما بينهم
سورة ص ٦٥ - ٧٠
" قل " يا محمد " إنما أنا منذر " يعني رسول أخوفكم عذاب الله تعالى وأبين لكم أن الله تعالى واحد " وما من إله إلا الله الواحد القهار " يعني قاهر لخلقه " رب السموات والأرض وما بينهما العزيز " بالنقمة " الغفار " للمؤمنين
قوله عز وجل " قل هو نبأ عظيم " يقول القرآن حديث عظيم لأنه كلام رب العالمين " أنتم عنه معرضون " يعني تاركون فلا تؤمنون به وقال الزجاج " قل هو نبأ عظيم " يعني قل إن النبأ الذي أنبأتكم عن الله عز وجل " نبأ عظيم " فيه دليل نبوتي مما ذكر فيه من قصة آدم عليه السلام فإن ذلك لا يعرف إلا بوحي أو بقراءة كتب ولم يكن قرأ الكتب
ثم قال " ما كان لي من علم بالملأ الأعلى " يعني الملائكة عليهم السلام " إذ يختصمون " يعني يتكلمون حين قالوا " أتجعل فيها من يفسد فيها " [ البقرة ٣٠ ] وإنما عرفت ذلك بالوحي
" إن يوحى إلي " يعني مايوحي إلي " إلا أنما أنا نذير مبين " إلا أنا رسول بين
سورة ص ٧١ - ٧٦
ثم قال عز وجل " إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين " يعني آدم " فإذا


الصفحة التالية
Icon