١٧٠
سورة الأنعام " يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق " يعني خلقكم خلقا من خلق يعني نطفة ثم علقة ثم مضغة حالا بعد حال " في ظلمات ثلاث " يعني ظلمة البطن وظلمة الرحم وظلمة المشيمة وهو الذي يكون فيه الولد في الرحم فتخرج بعد ما يخرج الولد " ذلكم الله ربكم " يعني الذي خلق هذه الأشياء هو ربكم " له الملك لا إله إلا هو فأنى تصرفون " يعني من أين تكذبون على الله ومن أين تعدلون عنه إلى غيره بعدما علموا أنه خالق هذه الأشياء
ثم قال " إن تكفروا " يعني أن تجحدوا وحدانيته " فإن الله غني عنكم " يعني عن إقراركم وعبادتكم " ولا يرضى لعباده الكفر " قال الكلبي يعني ليس يرضى من دينه الكفر
ويقال " لا يرضى لعباده الكفر " وهو ما قاله لإبليس " إن عبادي ليس لك عليهم سلطان " [ الحجر ٤٢ ]
ويقال " لا يرضى لعباده الكفر " يعني بشيء من عبادة الكفر " وإن تشكروا يرضه لكم " يعني إن تؤمنوا بالله وتوحدوه " يرضه لكم " يعني يقبله منكم لأنه دينه " ولا تزر وازرة وزر أخرى " يعني لا يؤاخذ أحد بذنب غيره " ثم إلى ربكم مرجعكم " يعني مصيركم في الآخرة " فينبئكم " يعني فيخبركم " بما كنتم تعملون " من خير أو شر فيجازيكم " إنه عليم بذات الصدور " يعني عالما بما في ضمائر قلوبهم
سورة الزمر ٨ - ٩
قوله عز وجل " وإذا مس الإنسان ضر " يعني أصاب الكافر شدة في جسده " دعا ربه منيبا إليه " يعني مقبلا إليه بدعائه " ثم إذا خوله نعمة منه " قال مقاتل يعني أعطاه وقال الكلبي يعني بدله العافية مكان البلاء " نسي " ترك الدعاء الذي " ما كان يدعو إليه من قبل " ويتضرع به " وجعل لله أندادا " يعني يصف لله شريكا " ليضل عن سبيله "
قرأ ابن كثير وأبو عمرو " ليضل " بنصب الياء وهو من ضل يضل يعني ترك الهدى
وقرأ الباقون " ليظل " بالضم يعني ليضل الناس
ويقال ليضل نفسه بعبادة غير الله ويصرفهم عن سبيل الله يعني عن دين الله " قل تمتع بكفرك قليلا " يعني عش في الدنيا مع كفرك قليلا " إنك من أصحاب النار " يعني من أهل النار
قوله عز وجل " أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما " وأصل القنوت هو القيام ثم سمي المصلي فانتا لأنه بالقيام يكون ومعناه أمن هو مصل كمن لا يكون مصليا على وجه