١٧٥
الحسن البصري أنه قال " متشابها " يعني خيارا لا رذالة فيه
ويقال " متشابها " اشتبه على الناس تأويله
ثم قال " مثاني " يعني أن الأنباء والقصص تثنى فيه
ويقال سمي " مثاني " لأن فيه سورة المثاني يعني سورة الفاتحة " الحمد لله رب العالمين "
ثم قال " تقشعر منه " يعني ترتعد مما فيه من الوعيد " جلود الذين يخشون ربهم "
ويقال " تقشعر منه " يعني تتحرك مما في القرآن من الوعيد
ويقال ترتعد منه الفرائص
" ثم تلين جلودهم وقلوبهم " يعني بعد الاقشعرار " إلى ذكر الله " من آية الرحمة والمغفرة
يعني إذا قرأت آيات الرجاء والرحمة تطمئن قلوبهم وتسكن
" ذلك " يعني القرآن " هدى الله يهدي به " يعني بالقرآن " من يشاء " الله أن يهديه إلى دينه " ومن يضلل الله " عن دينه " فما له من هاد " يعني لا يقدر أحد أن يهديه بعد خذلان الله تعالى
سورة الزمر ٢٤ - ٢٦
قوله عز وجل " أفمن يتقي بوجهه سوء العذاب " يعني أفمن يدفع بوجهه شدة العذاب وجوابه مضمر
يعني هل يكون حاله كحال من هو في الجنة يعني ليس الضال الذي تصل النار إلى وجهه كالمهتدي الذي لا تصل النار إلى وجهه ليسا سواء
وقال أهل اللغة أصل الاتقاء في اللغة الإوتقاء وهو التستر
يعني وجهه إلى النار كالذي لا يفعل ذلك به
وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال " أفمن يتقي بوجهه سوء العذاب " يعني يجر على وجهه في النار قال وهذا كقوله " أفمن يلقى في النار خير أم من يأتي ءامنا يوم القيامة " [ فصلت ٤٠ ] ويقال " أفمن يتقي بوجهه سوء العذاب " معناه أنه يلقى في النار مغلولا لا يتهيأ له أن يتقي النار إلا بوجهه " يوم القيامة وقيل للظالمين " يعني للكافرين " ذوقوا ما كنتم تكسبون " من التكذيب
قوله عز وجل " كذب الذين من قبلهم " يعني من قبل قومك رسلهم " فأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون " يعني لا يعلمون ولا يحتسبون وهم غافلون
" فأذاقهم الله الخزي " يعني العذاب " في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أكبر " يعني أعظم مما عذبوا به في الدنيا " لو كانوا يعلمون " ولكنهم لا يعلمون
سورة الزمر ٢٧


الصفحة التالية
Icon