١٨٢
نعمة وأعطيناه مكانها عافية " نعمة منا قال إنما أوتيته على علم " يعني على علم عندي
" بل هي فتنة " يعني بلية وعطية يبتلى بها العبد ليشكر أو ليكفر " ولكن أكثرهم لا يعلمون " أن إعطائي ذلك بلية وفتنة ذلك لأنه علم أني أهل لذلك ويقال معناه على علم عندي بالدواء " بل هي فتنة " أي بلية
قوله عز وجل " قد قالها الذين من قبلهم " يعني قال تلك الكلمة الذين من قبل كفار مكة مثل قارون وأشباهه
" فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون " يعني لم ينفعهم ما كانوا يجمعون من الأموال " فأصابهم سيئات ما كسبوا " أي عقوبات ما عملوا
" والذين ظلموا من هؤلاء " يعني من أهل مكة " سيصيبهم سيئات ما كسبوا " يعني عقوبات ما عملوا مثل ما أصاب الذين من قبلهم " وما هم بمعجزين " أي غير فائتين من عذاب الله
سورة الزمر ٥٢ - ٥٣
ثم قال " أو لم يعلموا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء " أي يوسع الزرق لمن يشاء " ويقدر " أي يقتر على من يشاء " إن في ذلك " يعني في القبض والبسط " لآيات " لعلامات لوحدانيتي " لقوم يؤمنون " أي يصدقون بتوحيد الله تعالى
قوله عز وجل " قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم " يعني أسرفوا بالذنوب على أنفسهم قرأ نافع وابن كثير وعاصم وابن عامر " قل يا عبادي " بفتح الياء والباقون بالإرسال وهما لغتان ومعناهما واحد " لا تقنطوا من رحمة الله " يعني لا تيأسوا من رحمة الله " إن الله يغفر الذنوب جميعا " الكبائر وغير الكبائر إذا تبتم " إنه هو الغفور " لمن تاب " الرحيم " بعد التوبة لهم
وروى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة
قال أصاب قوم في الشرك ذنوبا عظاما وكانوا يخافون أن لا يغفر الله لهم فدعاهم الله تعالى بهذه الآية " يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله "
وقال مجاهد " يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم " بقتل الأنفس في الجاهلية
وقال في رواية الكلبي نزلت الآية في شأن وحشي يعني أسرفوا على أنفسهم بالقتل والشرك والزنى
لا تيأسوا " من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا " لمن تاب
وقال ابن مسعود أرجى آية في كتاب الله عز وجل هذه الآية
وهكذا قال عبد الله بن عمرو بن العاص وروي عن عكرمة عن ابن عباس أنه قال فيها عظة