١٨٤
اختيار ابن مسعود وصالح وتابعه من قراء سمرقند
وإنما قرأ بالكسر لأنه سبق ذكر النفس والنفس مؤنث
وقراءة العامة كلها بالنصب لأنه انصرف إلى المعنى يعني يقال للكافر
قوله تعالى " ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله " يعني قالوا بأن لله شريكا " وجوههم مسودة " صار " وجوههم " رفعا بالابتداء ويقال معناه مسودة وجوههم " أليس في جهنم مثوى للمتكبرين " يعني مأوى للذين تكبروا عن الإيمان " وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم " يعني ينجي الله الذين اتقوا الشرك من جهنم
قال الكلبي ومقاتل يعني بأعمالهم الحسنة لا يصيبهم العذاب
وقال القتبي يعني بمنجاتهم
قرأ حمزة والكسائي " بمفازاتهم " بالألف وكذلك عاصم في رواية أبي بكر
والباقون " بمفازتهم " بغير ألف والمفازة الفوز والسعادة والفلاح والمفازات جمع
" لا يمسهم السوء " أي لا يصيبهم العذاب " ولا هم يحزنون " في الآخرة
سورة الزمر ٦٢ - ٦٦
يقول الله تعالى " الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل " يعني حفيظ
ويقال كفيل بأرزاقهم
قوله تعالى " له مقاليد السموات والأرض " يعني مفاتيح السموات والأرض
ويعني خزائن السموات والأرض وهو المطر والنبات
وقال القتبي المقاليد المفاتيح
يعني مفاتيحها وخزائنها وواحدها إقليد
وقال ويقال إنها فارسية معربة إكليد
" والذين كفروا بآيات الله " يعني بمحمد ﷺ وبالقرآن " أولئك هم الخاسرون " يعني اختاروا العقوبة على الثواب
قوله عز وجل " قل أفغير الله تأمروني " قرأ ابن عامر " تأمرونني " بنونين وقرأ نافع " تأمروني " بنون واحد والتخفيف
والباقون بنون واحدة والتشديد وأصله تأمرونني كما روي عن ابن عامر إلا أنه أدغم إحداهما في الأخرى وشدد وتركها نافع على التخفيف
" أعبد أيها الجاهلون " يعني أيها المشركون تأمروني أن أعبد غير الله
قوله " ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك " يعني الأنبياء بالتوحيد " لئن أشركت ليحبطن عملك " يعني ثوابك وإن كنت كريما علي
فلو أشركت بالله " ليحبطن عملك " " ولتكونن من الخاسرين " في الآخرة فكيف لو أشرك غيرك فالله تعالى علم أن النبي ﷺ لا يشرك بالله ولكنه أراد تنبيها لأمته أن من أشرك بالله حبط عمله وإن كان كريما على الله


الصفحة التالية
Icon