١٨٨
أبوابها " وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين " أي فزتم ونجوتم
ويقال طابت لكم الجنة
وقال بعض أهل العربية في الآية دليل على أن أبواب الجنة ثمانية لأنه قد ذكر بالواو
وإنما يذكر بالواو إذا بلغ الحساب ثمانية كما قال في آية أخرى " سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم " [ الكهف ٢٢ ] فذكر الواو عند الثمانية وكما قال " التائبون العابدون " [ التوبة ١١٢ ] فذكرها كلها بغير واو فلما انتهى إلى الثمانية قال " والناهون عن المنكر " [ التوبة ١١٢ ] وقال في آية أخرى " مسلمات مؤمنات " [ التحريم ٥ ] ثم قال عند الثمانية " وأبكارا " [ التحريم ٥ ] وعرف أن أبوب جهنم سبعة بالآية
وهي قوله " لها سبعة أبواب " [ الحجر ٤٤ ]
وقال أكثر أهل اللغة ليس في الآية دليل لأن الواو قد تكون عند الثمانية وقد تكون عند غيرها ولكن عرف أن أبوابها ثمانية بالأخبار
ثم لما دخلوا الجنة حمدوا الله تعالى " وقالوا الحمد لله " يعني الشكر لله " الذي صدقنا وعده " يعني أنجز لنا وعده على لسان رسله " وأورثنا الأرض " يعني أنزلنا أرض الجنة " نتبوأ من الجنة حيث نشاء " أي ننزل في الجنة ونستقر فيها حيث نشاء ونشتهي " فنعم أجر العاملين " أي ثواب الموحدين المطيعين
قوله عز وجل " وترى الملائكة حافين " يعني ترى يا محمد الملائكة يوم القيامة محدقين " من حول العرش يسبحون بحمد ربهم " أي يسبحونه ويحمدونه
" وقضي بينهم بالحق " أي بين الخلق
وهو تأكيد لما سبق من قوله " وجائ بالنبين والشهداء وقضى بينهم بالحق " [ الزمر ٦٩ ] " وقيل الحمد لله رب العالمين " يعني لما قضي بينهم بالحق وميزوا من الكفار حمدوا لله تعالى وقالوا الحمد لله رب العالمين الذي قضى بيننا بالحق ونجانا من القوم الظالمين
وقال مقاتل ابتدأ الدنيا بالحمد لله رب العالمين وهو قوله " الحمد لله الذي خلق السموات والأرض " وختمها بقوله " الحمد لله رب العالمين "