١٩٥
التهديد استعاذ بالله من شره فذلك قوله " وقال موسى إني عذت بربي وربكم " يعني استعيذ بربي وربكم " من كل متكبر " عن الإيمان يعني " لا يؤمن " أي لا يصدق " بيوم الحساب "
سورة غافر ٢٨ - ٢٩
ثم قال " وقال رجل مؤمن من آل فرعون " وهو حزبيل بن ميخائيل هو ابن عم قارون وكان أبوه من آل فرعون وأمه من بني إسرائيل
ويقال كان ابن عم فرعون " يكتم إيمانه " وكان قد أسلم سرا من فرعون
" أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم " يعني اليد والعصا
وروى الأوزاعي عن يحيى بن كثير عن محمد بن إبراهيم بن الحارث عن عروة بن الزبير قال قلت لعبد الله بن عمرو حدثني بأشد شيء صنعه المشركون برسول الله ﷺ فقال أقبل عقبة بن أبي معيط ورسول الله ﷺ يصلي عند الكعبة فلوى ثوبه على عنقه وخنقه خنقا شديدا فأقبل أبو بكر فأخذ بمنكبيه ودفعه عن رسول الله ﷺ ثم قال أبو بكر يا قوم " أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم " " وإن يك كاذبا فعليه كذبه " يعني فعليه وبال كذبه فلا ينبغي أن تقتلوه بغير حجة ولا برهان
" وإن يك صادقا " في قوله وكذبتموه " يصبكم بعض الذي يعدكم " من العذاب يعني بعض ذلك العذاب يصبكم في الدنيا
ويقال " بعض الذي يعدكم فيه " أي جميع الذي يعدكم كقوله " ولأبين لكم بعض الذي تختلفون فيه " [ الزخرف ٦٣ ] أي جميع الذي تختلفون فيه " إن الله لا يهدي " يعني لا يرشد ولا يوفق إلى دينه " من هو مسرف " في قوله " كذاب " يعني الذي عادته الكذب
قوله عز وجل " يا قوم لكم الملك اليوم " يعني ملك مصر " ظاهرين في الأرض " يعني غالبين على أرض مصر " فمن ينصرنا من بأس الله " يعني من يعصمنا من عذاب الله " إن جاءنا " يعني أرأيتم إن قتلتم موسى فمن يمنعنا من عذاب الله
فلما سمع فرعون قول