٢٠٤
" ومنكم من يتوفى من قبل " " ولتبلغوا أجلا مسمى " يعني الشباب والشيخ يبلغ " أجلا مسمى " وقتا معلوما
ويقال في الآية تقديم ومعناه " ثم لتكونوا شيوخا " أي ثم لتبلغوا " أجلا مسمى " يعني وقت انقضاء أجله " ومنكم من يتوفى من قبل " أي من قبل أن يبلغ أشده
ويقال من قبل أن يصير شيخا
ثم قال " ولعلكم تعقلون " أي لكي تعقلوا أمر ربكم ولتستدلوا به وتتفكروا في خلقه
ثم قال عز وجل " هو الذي يحيي ويميت " أي يحيي للبعث ويميت في الدنيا على معنى التقديم ويقال معناه هو الذي يحيي في الأرحام ويميت عند انقضاء الآجال " فإذا قضى أمرا " يعني أراد أن يخلق شيئا " فإنما يقول له كن فيكون "
سورة غافر ٦٩ - ٧٦
قوله عز وجل " ألم تر إلى الذين يجادلون في آيات الله " أي يجادلون في القرآن أنه ليس منه " أنى يصرفون " يعني من أين يصرفون عن على القرآن والإيمان ويقال من أين تعدلون عنه إلى غيره ويقال عن الحق والتوحيد
ثم وصفهم فقال " الذي كذبوا بالكتاب " يعني بالقرآن " وبما أرسلنا به رسلنا " يعني بالتوحيد
ويقال بالأمر والنهي " فسوف يعلمون " ماذا ينزل بهم في الآخرة
ثم وصف ما ينزل بهم فقال عز وجل " إذ الأغلال في أعناقهم " يعني ترد أيمانهم إلى أعناقهم " والسلاسل يسحبون " يعني تجعل السلاسل في أعناقهم ويجرون " في الحميم " يعني في ماء حار قد انتهى حره
قال مقاتل " يسحبون في الحميم " يعني في حر النار
وقال الكلبي يعني في الماء الحار
" ثم في النار يسجرون " أي يوقدون فصاروا وقودا
وروي عن ابن عباس أنه قرأ " والسلاسل " بنصب اللام " يسحبون " بنصب الياء يعني أنهم يسحبون السلاسل
وقال هو أشد عليهم
وقراءة العامة " والسلاسل " بضم اللام " يسحبون " بالضم على معنى فعل ما لم يسم فاعله
والمعنى أن الملائكة يسحبونهم في السلاسل
" ثم قيل لهم " أي تقول لهم الخزنة " أين ما كنتم تشركون " يعني تعبدون " من دون الله " من الأوثان " قالوا ضلوا عنا " يعني اشتغلوا بأنفسهم عنا


الصفحة التالية
Icon