٢١١
أي بنات قريش شئت
وإن كنت تريد المال جمعنا لك من أموالنا ما تستغني به أنت وعقبك من بعدك
فلما فرغ قال رسول الله ﷺ " بسم الله الرحمن الرحيم حم تنزيل من الرحمن الرحيم كتاب فصلت آياته " " إلى قوله " فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود " "
فأمسك عتبة على فيه وناشده بالرحم أن يكف
ثم رجع إلى أهله ولم يخرج إلى قريش واحتبس عنهم فقال أبو جهل والله يا معشر قريش ما نرى عتبة إلا وقد صبأ فأتوه فقال أبو جهل والله يا عتبة ما حبسك عنا إلا أنك قد صبوت إلى دين محمد ﷺ وأعجبك أمره
فغضب عتبة وأقسم ألا يكلم محمدا أبدا وقال إني أتيته وقصصت عليه القصة فأجابني والله بقول ليس فيه سحر ولا شعر ولا كهانة فأمسكت على فيه وناشدته بالرحم أن يكف وقد علمتم أن محمدا ﷺ إذا قال قولا لم يكذب فخفت أن ينزل عليكم العذاب
ثم قال تعالى " إذ جاءتهم الرسل من بين أيديهم " يعني من قبل عاد وثمود " ومن خلفهم " يعني من بعد عاد وثمود " ألا تعبدوا إلا الله " يعني ألا تطيعوا في التوحيد غير الله وهذا قول الرسل لقومهم
فأجابهم قومهم " قالوا لو شاء ربنا لأنزل ملائكة " ولم يرسل إلينا آدميا " فإنا بما أرسلتم به كافرون " أي جاحدون
وقد قيل في قوله " من بين أيديهم ومن خلفهم " يعني خوفوهم " من بين أيديهم " من أمر الآخرة وحذروهم النار ورغبوهم في الجنة
" ومن خلفهم " يعني زهدوهم في الدنيا فلم يقبلوا
وقد قيل " من بين أيديهم " يعني ما خلق قبلهم كيف أهلكهم الله ومما خلفهم من أمر الآخرة
سورة فصلت ١٥ - ١٨
قوله تعالى " فأما عاد فاستكبروا في الأرض " يعني تعظموا عن الإيمان أي عن قول لا إله إلا الله " بغير الحق وقالوا من أشد منا قوة "
يقول الله تعالى " أو لم يروا أن الله الذي خلقهم " وقواهم " هو أشد منهم قوة " يعني