٢٢٦
سورة الشورى ١٣
قوله تعالى " فاطر السموات والأرض " يعني هو خالق السموات والأرض " جعل لكم من أنفسكم أزواجا " يعني أصنافا ذكرا وأنثى " ومن الأنعام أزواجا " يعني أصنافا ذكرا وأنثى
وقال القتبي " جعل لكم من أنفسكم أزواجا " يعني من جنسكم إناثا " ومن الأنعام أزواجا " يعني إناثا " يذرؤكم فيه " يعني يخلقكم فيه أي من الرحم
وقال الكلبي " يذرؤكم فيه " يعني يكثركم فيه في التزويج
وقال مقاتل يعيشكم فيما جعل لكم من الذكر والإناث من الأنعام
ثم قال " ليس كمثله شيء " في القدرة
وقال أهل اللغة هذا الكاف مؤكدة أي ليس مثله شيء
ويقال المثل صلة في الكلام يعني ليس هو كشيء " وهو السميع البصير " يعني هو " السميع " لمقالتهم " البصير " بهم وبأعمالهم
ومعنى الآية " ليس كمثله شيء " لأنه الخالق العالم بكل شيء والقادر على ما يشاء " الحي القيوم " [ البقرة ٢٥٥ ] وهذه المعاني بعيدة من غيره
ثم قال عز وجل " له مقاليد السموات والأرض " يعني خزائن السموات والأرض وهو المطر وخزائن الأرض وهو النبات " يبسط الرزق لمن يشاء " يعني يوسع الرزق على من كان صلاحه في ذلك " ويقدر " يعني يقتر على من كان صلاحه في ذلك " إنه بكل شيء عليم " من البسط والتقتير
قوله تعالى " شرع لكم من الدين " قال مقاتل بين لكم الدين وهو الإسلام
و " من " هاهنا صلة وقال الكلبي اختار لكم دينا من الأديان وأكرمكم به
ثم قال " وما وصى به نوحا " يعني الدين الذي أمر به نوحا أن يدعو الخلق إليه وأن يستقيم عليه " والذي أوحينا إليك " إليك بأن تدعو الخلق إليه " وما وصينا به " يعني الذي أمرنا به " إبراهيم وموسى وعيسى "
ثم بين ما أمرهم به فقال " أن أقيموا الدين " يعني أقيموا التوحيد " ولا تتفرقوا فيه " يعني لا تختلفوا في التوحيد " كبر على المشركين " يعني على مشركي مكة " ما تدعوهم إليه " وهو التوحيد
وقال أبو العالية " أن أقيموا الدين " قال الإخلاص لله في عبادته لا شريك له ولا تتفرقوا فيه
قال لا تتعالوا فيه وكونوا عباد الله إخوانا " كبر على المشركين ما تدعوهم إليه " يعني الإخلاص لله تعالى
ويقال " إن أقيموا الدين " يعني وافقوا في الدين
ولا تتفرقوا فيه يعني لا تختلفوا فيه كما اختلف أهل الكتاب
قول عز وجل " الله يجتبي إليه من يشاء " أي يختار لدينه من يشاء من كان أهلا