٢٣١
يعني يظهر دينه الإسلام " بكلماته " يعني بتحقيقه وبنصرته وبالقرآن " إنه عليم بذات الصدور " يعني يعلم ما في قلب محمد ﷺ من الحزن ويعلم ما في قلوب الكافرين من التكذيب
قوله تعالى " وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات " حتى يتجاوز عما عملوا قبل التوبة
وروى عبد العزيز بن إسماعيل عن محمد بن مطرف قال يقول الله تعالى ( ويح ابن آدم يذنب الذنب ثم يستغفر فاغفر له ثم يذنب ذنبا ثم يستغفر فأغفر له ثم يذنب ذنبا ثم يستغفر فأغفر له لا هو يترك ذنوبه ولا هو ييأس من رحمتي
أشهدكم أني قد غفرت له )
ثم قال " ويعلم ما تفعلون " من خير أو شر
قرأ حمزة والكسائي وعاصم في رواية " تفعلون " بالتاء على معنى المخاطبة والباقون بالياء على معنى الخبر عنهم
قوله عز وجل " ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات " يعني يجيب دعاءهم ويعطيهم الثواب أكثر ما سألوا من المغفرة " ويزيدهم من فضله " يعني يزيدهم على أعمالهم من الثواب
ويقال يعطيهم الثواب في الجنة أكثر مما سألوا " والكافرين لهم عذاب شديد " يعني دائما لا يفتر عنهم
سورة الشورى ٢٧ - ٣٠
قوله تعالى " ولو بسط الله الزرق لعباده " يعني لو وسع الله تعالى عليهم المال " لبغوا في الأرض " يعني لطغوا في الأرض وعصوا " ولكن ينزل بقدر ما يشاء " يعني يوسع على كل إنسان بمقدار صلاحه في ذلك
قال أبو الليث رحمه الله حدثنا أبو القاسم حمزة بن محمد قال حدثنا أبو القاسم أحمد بن حيم قال حدثنا نصر بن يحيى قال سمعت سفيان بن إبراهيم الزاهد يقول " ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض " قال لو أن الله تعالى رزق العباد من غير كسب لتفرغوا وتقاسدوا في الأرض ولكن شغلهم بالكسب حتى لا يتفرغوا للفساد
ثم قال " إنه بعباده خبير بصير " يعني بالبر والفاجر والمؤمن والكافر
ويقال يعني عالم بصلاح كل واحد منهم
قوله تعالى " وهو الذي ينزل الغيث " يعني المطر " من بعد ما قنطوا " أي حبس


الصفحة التالية
Icon