٢٣٣
قوله تعالى " ومن آياته الجوار " قرأ ابن كثير الجواري بالياء في الوقف والوصل
وقرأ نافع وأبو عمر بالياء في الوصل وبغير الياء في الوقف والباقون بغير ياء في الوقف والوصل
فمن قرأ بالياء فهو الأصل في اللغة وهي جماعة السفن تجرين في الماء واحدتها جارية
كقوله " حملناكم في الجارية " [ الحاقة ١١ ] يعني السفينة
ومن قرأ بغير ياء فلأن الكسر يدل عليه " في البحر كالأعلام " يعني تسير في البحر كالجبال " إن يشأ يسكن الريح فيظللن رواكد على ظهره " يعني يبقين سواكن على ظهر الماء " إن في ذلك لآيات " يعني لعلامات لوحدانيتي " لكل صبار شكور " يعني الذي يصبر على طاعة الله " شكور " لنعم الله
قوله تعالى " أو يوبقهن " يعني إن يشأ يهلك السفن " بما كسبوا " يعني بما عملوا من الشرك وعبادة الأوثان " ويعف عن كثير " ولا يجازيهم " ويعلم الذين يجادلون في آياتنا " قرأ ابن عامر ونافع " ويعلم الذين " بضم الميم والباقون بالنصب
فمن قرأ بالضم فلأنه عطف على قوله " ويعف " وموضعه الرفع وأصله " ويعفو " فاكتفى بضم الفاء و " الذين " كان معطوفا عليه رفع أيضا
ومن قرأ بالنصب صار نصبا للصرف يعني صرف الكلام عن الإعراب الأول ومعناه ولكي " يعلم الذين يجادلون في آياتنا " يعني في القرآن بالتكذيب " ما لهم من محيص " يعني مفر من الله تعالى
سورة الشورى ٣٦ - ٣٩
قوله عز وجل " فما أوتيتم من شيء " يعني ما أعطيتم من الدنيا " فمتاع الحياة الدنيا " يعني منفعة الحياة الدنيا " وما عند الله خير وأبقى " يعني في الآخرة من الثواب والكرامات " خير وأبقى " يعني أدوم
ثم بين لمن يكون ذلك الثواب فقال " للذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون " يعني ويفوضون الأمور إليه
قوله تعالى " والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش " وهذا نعت المؤمنين أيضا " الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش " قرأ حمزة والكسائي " كبير الإثم " بغير ألف بلفظ الواحد لأن الواحد يدل على الجمع والباقون " كبائر " وهو جمع كبيرة والكبيرة ما أوجب الله تعالى الحد عليها في الدنيا أو العذاب في الآخرة
ثم قال " وإذا ما غضبوا هم يغفرون " يعني إذا غضبوا على أحد يتجاوزون ويكظمون الغيظ
ثم قال " والذين استجابوا لربهم " يعني أجابوا وأطاعوا ربهم فيما يدعوهم إليه ويأمرهم به
" وأقاموا الصلاة " يعني أتموا الصلوات الخمس في مواقيتها " وأمرهم شورى بينهم "