٢٣٧
إناثا ) كما وهب للوط النبي عليه السلام " ويهب لمن يشاء الذكور " كما وهب إبراهيم عليه السلام " أو يزوجهم ذكرانا وإناثا " كما جعل للنبي ﷺ وكما وهب ليعقوب عليه السلام " ويجعل من يشاء عقيما " كما جعل ليحيى وعيسى عليهما السلام " إنه عليم قدير " يعني عالم بما يصلح لكل واحد منهم
القادر على ذلك
سورة الشورى ٥١ - ٥٣
قوله عز وجل " وما كان لبشر " يعني لأحد من خلق الله " أن يكلمه الله إلا وحيا " يعني يرسل إليه جبريل ليقرأ عليه
ويقال " إلا وحيا " يعني إلهاما ويقال يسمع الصوت فيفهمه
وذلك أن اليهود قالوا للنبي ﷺ ألا يكلمك الله أو ينظر إليك إن كنت نبيا كما كلم موسى فنزل " وما كان لبشر أن يكلمه الله " يعني ما جاز لأحد من الآدميين " أن يكلمه الله إلا وحيا " يعني يسمع الصوت أو يرى في المنام ولا يجوز أن يكلمه مواجهة عيانا في الدنيا
" أو من وراء حجاب " فيكلمه كما كلم موسى " أو يرسل رسولا " كما أرسل إلى النبي ﷺ " فيوحي بإذنه ما يشاء " يعني فيرسل بأمره
ويقال " بإذنه ما يشاء " من أمره
قرأ نافع وابن عامر " أو يرسل " بضم اللام وقرأ الباقون بالنصب فمن قرأ بالضم فمعناه أو هو يرسل رسولا
ومن قرأ بالنصب فعلى الإضمار أيضا ومعناه أو يرسل رسولا " فيوحي " قرأ نافع وابن عامر " فيوحي " بسكون الياء ومعناه أو هو يرسل رسولا فيوحي وقرأ الباقون " فيوحي " بالنصب لإضمار أن
ثم قال " إنه علي حكيم " يعني أعلى من أن يكلم أحدا في الدنيا مواجهة ولا يراه فيها أحد عيانا " حكيم " حكم ألا يكلم أحدا في المواجهة ولا يراه أحد
قوله عز وجل " وكذلك أوحينا إليك روحا " يعني جبريل " من أمرنا " يعني بأمرنا
ويقال " أوحينا إليك روحا " يعني القرآن
وقال القتبي الروح روح الأجسام ويسمى كلام الله تعالى روحا لأن فيه حياة من الجهل وموت الكفر كما قال " يلقى الروح من أمره على من يشاء من عباده " [ غافر ١٥ ] قال " وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا " " ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان " يعني ما كنت تدري قبل الوحي أن تقرأ القرآن ولا تدري كيف تدعو الخلق إلى الإيمان
" ولكن جعلناه نورا " يعني أنزلنا جبريل بالقرآن ضياء من العمى وبيانا من الضلالة
فإن قيل سبق ذكر الكتاب والإيمان ثم قال " ولكن جعلناه نورا " ولم يقل جعلناهما قيل


الصفحة التالية
Icon