٢٤٥
" لمن يكفر " ويكون المعنى لجعلنا البيوت من يكفر بالرحمن ويصلح أن يكون معناه لجعلنا لمن يكفر بالرحمن على بيوتهم
قرأ ابن كثير وأبو عمرو " لبيوتهم سقفا " بنصب السين وجزم القاف ويكون عبارة عن الواحد فدل على الجمع
والمعنى لجعلنا لبيت كل واحد منهم سقفا من فضة
وقرأ الباقون " سقفا " بالضم على معنى الجمع
ويقال سقف وسقف مثل رهن ورهن
قوله تعالى " ولبيوتهم أبوابا وسررا عليها يتكئون " يعني يجلسون وينامون " وزخرفا " وهو الذهب يعني لجعلنا هذا كله من ذهب وفضة
وروي عن النبي ﷺ أنه قال ( لولا أن يجزع عبدي المؤمن لعصبت الكافر بعصابة من حديد ولصببت عليه الدنيا صبا ) وإنما أراد بعصابة الحديد كناية عن صحة البدن يعني لا يصدع رأسه
ثم أخبر أن ذلك كله مما يفنى فقال " وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا " و " ما " ها هنا زيادة ومعناه وإن كل ذلك لمتاع ويقال وما ذلك إلا متاع الحياة الدنيا يفنى ولا يبقى " والآخرة عند ربك للمتقين " يعني الجنة للذين يتقون الشرك والمعاصي
قرأ عاصم وحمزة وابن عامر في رواية هشام " وإن كل ذلك لما " بتشديد الميم وقرأ الباقون بالتخفيف
فمن قرأ بالتخفيف فما للصلة والتوكيد
ومن قرأ بالتشديد فمعناه وما كل ذلك إلا متاع
وقال مجاهد كنت لا أعلم ما الزخرف حتى سمعت في قراءة عبد الله بيتا من ذهب
سورة الزخرف ٣٦ - ٣٩
قوله عز وجل " ومن يعش عن ذكر الرحمن " قال الكلبي يعني يعرض عن القرآن يعني لا يؤمن
ويقال من يعمى بصره عن ذكر الرحمن
وقال أبو عبيدة من يظلم بصره عن ذكر الرحمن " نقيض له شيطانا " يعني نسيب له شيطانا مجازاة لإعراضه عن ذكر الله
ويقال نسلط عليه ويقال نقدر له ويقال نجعل له شيطانا " فهو له قرين " يعني يكون له صاحبا في الدنيا فيزين له الضلالة
ويقال " فهو له قرين " يعني قرينه في سلسلة واحدة لا يفارقه
يعني في النار
وروي عن سفيان بن عيينة أنه قال ليس مثل من أمثال العرب إلا وأصله في كتاب الله تعالى
قيل له أين قول الناس أعط أخاك تمرة فإن أبي فجمرة
فقال قوله " ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا " الآية " وإنهم ليصدونهم عن السبيل " يعني يصرفونهم عن الدين " ويحسبون أنهم مهتدون " يعني الكفار يظنون أنهم على الحق
" حتى إذا جاءنا " قرأ ابن كثير ونافع وابن عامر وعاصم في رواية أبي بكر ( جانآ ) بالمد بلفظ التثنية يعني الكافر وشيطانه الذي هو قرينه
وقرأ الباقون " جاءنا " بغير مد يعني