٢٥٢
سورة الزخرف ٧٧ - ٨١
قوله تعالى " ونادوا يا ملك " وذلك لما يشتد عليهم العذاب يتمنون الموت ويقولون لخازن جهنم يا مالك " ليقض علينا ربك " يعني ادع لنا ربك لقبض أرواحنا فأجابهم بعد أربعين سنة " قال إنكم ماكثون " يعني خالدين فيها وروى عطاء بن السائب عن رجل عن ابن عباس قال يجيبهم بعد ألف سنة " إنكم ماكثون " ويقال إنهم ينادون " يا مالك ليقض علينا ربك " فأوحى الله تعالى إلى مالك ليجيبهم فيقول لهم مالك " إنكم ماكثون "
قوله تعالى " لقد جئناكم بالحق " يعني جاءكم جبريل في الدنيا بالقرآن والتوحيد " ولكن أكثركم للحق كارهون " يعني جاحدين
وهو قوله تعالى " أم أبرموا أمرا " قال مقاتل وذلك حين اجتمعوا في دار الندوة ودخل إبليس عليهم وقد ذكرناه في سورة الأنفال
فنزل " أم أبرموا أمرا فإنا مبرمون " يعني أجمعوا أمرهم بالشر على النبي ﷺ " فإنا مبرمون " أي مجمعون أمرنا على ما يكرهون
وقال الكلبي وذلك أن ثلاثة نفر اجتمعوا وقالوا إنه يقول بأن ربي يعلم السر أترى أنه يعلم ما نقول بيننا فنزل " أم أبرموا أمرا " يعني أقاموا على المعصية " فإنا مبرمون " أي معذبون عليها
قال القتبي أي أحكموه والمبرم المفتول على طاقين
قوله تعال " أم يحسبون " يعني بل يظنون
ويقال أيظنون والميم صلة " أنا لا نسمع سرهم ونجواهم " اللفظ لفظ الاستفهام والمراد به التوبيخ ومعناه إن الله تعالى يعلم سرهم ونجواهم
قال ابن عباس الذين يتناجون خلف الكعبة يعني الذين يقولون إن الله لا يسمع مقالتنا
قال الله تعالى " بلى " يعني نسمع ذلك " ورسلنا لديهم يكتبون " مقالتهم
قوله تعالى " قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين " يعني الموحدين من أهل مكة قال مقاتل لما نزلت هذه الآية وقرئت عليهم فقال النضر بن الحارث ألا ترونه صدقني
فقال له الوليد ما صدقك ولكنه يقول ما كان للرحمن ولد
يعني " إن " بمعنى ما " فأنا أول العابدين " يعني الموحدين من أهل مكة
وقال الكلبي أنا أول الآنفين أن لله ولدا
وقال القتبي إن كان هذا في زعمكم فأنا أول الموحدين لأنكم تزعمون أن له ولدا فلم توحدوه ومن وحد الله تعالى فقد عبده ومن جعل له ولدا فليس من العابدين كقوله " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " [ الذاريات ٥٦ ] أي ليوحدون
سورة الزخرف ٨٢ - ٨٤