٢٥٥
قوله عز وجل " رب السموات والأرض " قرأ أهل الكوفة " رب السموات " بكسر الباء والباقون بالضم
فمن قرأ بالكسر رده إلى قوله " رحمة من ربك " " رب السموات " ومن قرأ بالضم رده إلى قوله " إنه هو السميع العليم " " رب السموات "
ويقال على الاستئناف ومعناه هو ربكم وهو رب السموات والأرض " وما بينهما إن كنتم موقنين " يعني مؤمنين موحدين بتوحيد الله
" لا إله إلا هو يحيي ويميت " وقد ذكرناه " ربكم ورب آبائكم الأولين " يعني هو خالقكم ورازقكم " ورب آبائكم الأولين " يعني خالقهم ورازقهم
سورة الدخان ٩ - ١٦
قوله عز وجل " بل هم في شك يلعبون " يعني يستهزئون ويقال هذا جواب قوله " إن كنتم موقنين " فكأنه قال لا يوقنون " بل هم في شك يلعبون " يعني يخوضون في الباطل
قوله تعالى " فارتقب " يعني فانتظر يا محمد ﷺ " يوم تأتي السماء بدخان مبين " يعني الجدب والقحط قال القتبي سمي الجدب والقحط دخانا وفيه قولان أحدهما إن الجائع كأنه يرى بينه وبين السماء دخانا من شدة الجوع والثاني أنه سمي القحط دخانا ليبس الأرض وانقطاع النبات وارتفاع الغبار فشبه بالدخان
وروى الأعمش عن مسلم بن صبيح عن مسروق عن عبد الله بن مسعود قال خمس قد مضين الدخان واللزام والروم والبطشة والقمر
وروي عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق قال بينما رجل يحدث في المسجد فسئل عن قوله " يوم تأتي السماء بدخان مبين " فقال إذا كان يوم القيامة نزل دخان من السماء فأخذ بأسماع المنافقين وأبصارهم وأخذ المؤمنون منه بمنزلة الزكام
قال مسروق فدخلت على عبد الله فأخبرته وكان متكئا فاستوى قاعدا ثم أنشأ فقال يا أيها الناس من كان عنده علم فسئل عنه فليقل به ومن لم يكن عنده علم فليقل الله أعلم عن قريشا حين كذبوه يعني ﷺ دعا عليهم فقال ( اللهم اشدد وطأتك على مضر اللهم اجعلها سنين كسني يوسف عليه السلام ) فأصابهم سنة وشدة الجوع حتى أكلوا الكلاب والجيف والعظام