٢٧٧
الأعراف
قرأ حمزة وعاصم " لا يرى " بضم الياء " مساكنهم " بضم النون على معنى فعل ما لم يسم فاعله يعني لا يرى شيء وقد هلكوا كلهم
وقرأ الباقون " لا ترى " بالتاء والنصب على معنى المخاطبة ومعناه لا ترى شيئا أيها المخاطب لو كنت حاضرا ما رأيت إلا مساكنهم
" كذلك نجزي القوم المجرمين " يعني هكذا نعاقب القوم المشركين عند التكذيب
سورة الأحقاف ٢٦ - ٢٨
ثم قال " ولقد مكناهم " يعني أعطيناهم الملك والتمكين " فيما إن مكناكم فيه " يعني ما لم نمكن لكم ولم نعطكم يا أهل مكة
وقال القتبي إن الخفيفة قد تزاد في الكلام كقول الشاعر ما إن رأيت ولا سمعت به يعني ما رأيت ولا سمعت يعني " ولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه " قال الزجاج إن ههنا مكان ما يعني فيما مكناكم فيه
ويقال معناه ولقد مكناهم في الذي مكناكم فيه
وقال " وجعلنا لهم سمعا وأبصارا وأفئدة " يعني جعلنا لهم سمعا ليسمعوا المواعظ وأبصارا لينظروا في الدلائل وأفئدة ليتفكروا في خلق الله تعالى
" فما أغنى عنهم " يعني لم ينفعهم من العذاب " سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شيء " إذ لم يسمعوا الهدى ولم ينظروا في الدلائل ولم يتفكروا في خلقه " إذ كانوا يجحدون بآيات الله " يعني بدلائله " وحاق بهم " يعني نزل بهم من العذاب " ما كانوا به يستهزئون " يعني العذاب الذي كانوا يجحدون به ويستهزئون
قوله عز وجل " ولقد أهلكنا ما حولكم من القرى " يعني أهلكنا قبلكم يا أهل مكة بالعذاب ما حولكم من القرى " وصرفنا الآيات " يعني بينا لهم الدلائل والحجج والعلامات " لعلهم يرجعون " عن كفرهم قبل أن يهلكوا
قوله تعالى " فلولا نصرهم الذين " يعني فهلا نصرهم الذين
يعني كيف لم يمنعهم من العذاب " الذين اتخذوا من دون الله قربانا " يعني عبدوا من دون الله ما يتقربون بها إلى الله تعالى " آلهة " يعني أصناما كما قال في آية أخرى " ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى " [ الزمر ٣ ] " بل ضلوا عنهم " يعني الآلهة لم تنفعهم شيئا ويقال اشتغلوا بأنفسهم ويقال بطلت عنهم
" وذلك إفكهم " يعني كذبهم " وما كانوا يفترون " يعني يختلفون
وذكر أبو