٢٨
حفص " وأن ما يدعون " بالياء على معنى الخبر وقرأ الباقون بالتاء على معنى المخاطبة لهم
ثم عظم نفسه فقال تعالى " وأن الله هو العلي الكبير " يعني ليعلموا أن الله هو الرفيع الكبير
يعني العظيم وهو الذي يعظم ويحمد
ثم بين قدرته فقال عز وجل " ألم تر أن الفلك " يعني السفن " تجري في البحر بنعمة الله " أي برحمة الله لمنفعة الخلق " ليريكم من آياته " يعني من علامات وحدانيته
ويقال من عجائبه
" إن في ذلك " يعني إن الذي ترون في البحر " لآيات " يعني لعبرات " لكل صبار " على أمر الله عز وجل عند البلاء
ويقال الذي يصبر في الأحوال كلها " شكورا " لله عز وجل في نعمه
ويقال " لكل صبار شكور " يعني لكل مؤمن موحد
وإنما وصفه بأفضل خصلتين في المؤمن لأن أفضل خصال المؤمن الصبر والشكر
والصبار هو للمبالغة في الصبر
والشكور على ميزان فعول هو للمبالغة في الشكر
وروي عن قتادة أنه قال إن أحب العباد إلى الله عز وجل من إذا أعطي شكر وإذا ابتلي صبر
فأعلم الله عز وجل أن المتفكر المعتبر في خلق السموات والأرض هو الصبار والشكور
قوله عز وجل " وإذا غشيهم موج كالظلل " يعني أتاهم موج كما يقال من غشي سدد السلطان يجلس ويقم
ويقال علاهم
ويقال غطاهم موج كالظلل يعني كالسحاب
ويقال كالجبال وهو جمع ظلة
يعني يأتيهم الموج بعضه فوق بعض وله سواد لكثرته
" دعوا الله مخلصين له الدين " يعني أخلصوا له بالدعوة " فلما نجاهم إلى البر " يعني إلى القرار " فمنهم مقتصد " يعني فمنهم من يؤمن ومنهم من يكفر ولا يؤمن.
ثم ذكر المشرك الذي ينقض العهد فقال " وما يجحد بآياتنا " يعني لا يترك العهد " إلا كل ختار كفور " يعني غدار بالعهد
" كفور " لله عز وجل في نعمه
وقال القتبي الختر أقبح الغدر
" كفور " على ميزان فعول
وإنما يذكر هذا اللفظ إذا صار عادة له كما يقال ظلوم
وقد ذكر الكافر بأقبح خصلتين فيه كما ذكر المؤمن بأحسن خصلتين فيه وهو قوله " صبار شكور "
سورة لقمان ٣٣ - ٣٤
قوله عز وجل " يا أيها الناس اتقوا ربكم " يعني وحدوه وأطيعوه " واخشوا " يعني واخشوا عذاب يوم " يوما لا يجزي والد عن ولده " يعني ولا ينفع والد عن ولده
ويقال لا