٢٨٤
سورة محمد ٧ - ١٢
ثم حث المؤمنين على الجهاد فقال " يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم " يعني إن تنصروا دين الله بقتال الكفار " ينصركم " بالغلبة على أعدائكم " ويثبت أقدامكم " فلا تزول في الحرب
ثم قال تعالى " والذين كفروا تعسا لهم " يعني بعدا ونكسا وخيبة لهم
وهو من قولك تعست أي عثرت وسقطت " وأضل أعمالهم " يعني أبطل ثواب حسناتهم فلم يقبلها منهم
ثم بين المعنى الذي أبطل به حسناتهم فقال " ذلك " يعني ذلك الإبطال " بأنهم كرهوا ما أنزل الله " يعني أنكروا وكرهوا الإيمان بما أنزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم
" فأحبط أعمالهم " يعني ثواب أعمالهم
ثم خوفهم ليعتبروا فقال عز وجل " أفلم يسيروا في الأرض " يعني أفلم يسافروا في الأرض " فينظروا " يعني فيعتبروا " كيف كان عاقبة الذين من قبلهم " يعني كيف كان آخر أمرهم
" دمر الله عليهم " يعني أهلكهم الله تعالى بالعذاب " وللكافرين أمثالها " يعني للكافرين من هذه الأمة أمثالها من العذاب وهذا وعيد لكفار قريش
ثم قال " ذلك " يعني النصرة التي ذكر في قوله " إن تنصروا الله ينصركم " [ محمد ٧ ] " بأن الله مولى الذين آمنوا " يعني إن الله تبارك وتعالى ناصر أوليائه بالغلبة على عدوهم " وأن الكافرين لا مولى لهم " يعني لا ناصر لهم ولا ولي لهم لا تنصرهم آلهتهم ولا تمنعهم مما نزل بهم من العذاب
ثم ذكر مستقر المؤمنين ومستقر الكافرين فقال " إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار " وقد ذكرناه " والذين كفروا يتمتعون " يعني يعيشون بما أعطوا في الدنيا " ويأكلون كما تأكل الأنعام " ليس لهم هم إلا الأكل والشرب والجماع " والنار مثوى لهم " أي منزلا ومستقرا لهم
سورة محمد ١٣ - ١٤


الصفحة التالية
Icon