٢٨٦
خطبته المنافقين فلما خرجوا من عنده قال بعض المنافقين لعبد الله بن مسعود وهو الذي أوتي العلم
ماذا قال آنفا يعني الساعة على جهة الاستهزاء
قال الله تعالى " أولئك الذين طبع الله على قلوبهم " مجازاة لهم " واتبعوا أهواءهم " يعني عملوا بهوى أنفسهم
ثم ذكر المؤمنين المصدقين فقال عز وجل " والذين اهتدوا زادهم هدى " يعني آمنوا بالله تعالى وأحسنوا الاستماع إلى ما قال ﷺ " زادهم هدى " يعني بصيرة في دينهم وتصديقا لنبيهم
ويقال زادهم بما قال رسول الله ﷺ هدى
ويقال زادهم قول المنافقين واستهزاؤهم
" هدى " يعني تصديقا وثباتا على الإسلام وشكر الله تعالى " وآتاهم تقواهم " حين بين لهم التقوى
ويقال ألهمهم قبول الناسخ وترك المنسوخ
قوله تعالى " فهل ينظرون إلا الساعة " أي قيام الساعة
يعني فما ينتظر قومك إن لم يؤمنوا إلا الساعة يعني قيام الساعة " أن تأتيهم بغتة " يعني فجأة " فقد جاء أشراطها " يعني علاماتها وهو انشقاق القمر والدخان وخروج النبي صلى الله عليه وسلم
وروى مكحول عن حذيفة قال سئل رسول الله ﷺ متى الساعة فقال ( ما المسؤول عنها بأعلم من السائل ولكن لها أشراط تقارب الأسواق يعني كسادها ومطر ولا نبات يعني مطر في غير حينه وتفشوا الفتنة وتظهر أولاد البغية ويعظم رب المال وتعلوا أصوات الفسقة في المساجد ويظهر أهل المنكر على أهل الحق )
ثم قال " فأنى لهم إذ جاءتهم ذكراهم " يعني من أين لهم التوبة إذا جاءتهم الساعة
وقال قتادة فأنى لهم أن يتذكروا أو يتذاكروا إذا جائتهم الساعة
وقال مقاتل فيه تقديم يعني أنى لهم التذكرة والتوبة عند الساعة إذا جاءتهم وقد فرطوا فيها
سورة محمد ١٩ - ٢٠
قوله عز وجل " فاعلم أنه لا إله إلا الله " قال الزجاج هذه الفاء جواب الجزاء ومعناه قد بينا ما يدل على توحيد الله فاعلم أنه لا إله إلا الله والنبي ﷺ قد علم أن الله تعالى واحد وإنما خاطبه والمراد به أمته
ويقال هذا الأمر للنبي ﷺ خاصة ومعناه
فأثبت عن إظهار قول


الصفحة التالية
Icon