٢٩٠
" فلعرفتهم بسيماهم " يعني بعلاماتهم الخبيثة
ويقال " فلعرفتهم بسيماهم " إذا رأيتهم
ويقال لو نشاء لجعلنا على المنافقين علامة " فلعرفتهم بسيماهم " يعني حتى عرفتهم
" ولتعرفنهم في لحن القول " يعني ستعرفهم يا محمد بعد هذا اليوم " في لحن القول " يعني في محاورة الكلام
ويقال " في لحن القول " يعني كذبهم إذا تكلموا فلم يخف على النبي لله ﷺ بعد نزول هذه الآية منافق عنده إلا عرفه بكلامه
ثم قال " والله يعلم أعمالكم " يعني لم يخف عليه أعمالكم قبل أن تعلموها فكيف يخفى عليه إذا عملتموها
قوله تعالى " ولنبلونكم " يعني لنختبرنكم عند القتال " حتى نعلم " أي نميز " المجاهدين منكم والصابرين " يعني صبر الصابرين عند القتال " ونبلوا أخباركم " يعني نختبر أعمالكم
ويقال أسراركم
قرأ عاصم في رواية أبي بكر " وليبلوكم حتى يعلم ويبلوا " الثلاثة كلها بالياء
يعني حتى يختبركم الله
والباقون الثلاثة كلها بالنون على معنى الإضافة إلى نفسه
قوله عز وجل " إن الذين كفروا " يعني جحدوا " وصدوا عن سبيل الله " يعني صرفوا الناس عن دين الإسلام قال مقاتل يعني اليهود
وقال الكلبي يعني رؤساء قريش حيث شاقوا أهل التوحيد " وشاقوا الرسول " يعني عادوا الله تعالى ورسوله وخالفوا رسول الله ﷺ في الدين " من بعد ما تبين لهم الهدى " يعني الإسلام وأمر النبي ﷺ أنه الحق " لن يضروا الله شيئا " يعني لن ينقصوا الله من ملكه شيئا بكفرهم بل يضروا بأنفسهم " وسيحبط أعمالهم " يعني يبطل ثواب أعمالهم التي عملوا في الدنيا فلا يقبلها منهم
سورة محمد ٣٣ - ٣٥
قوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول " يعني أطيعوه في السر كما في العلانية ويقال " أطيعوا الله " في الفرائض " وأطيعوا الرسول " في السنن وفيما يأمركم من الجهاد " ولا تبطلوا أعمالكم " يعني حسناتكم بالرياء
وقال أبو العالية كان أصحاب النبي ﷺ يرون أنه لا يضر مع قول لا إله إلا الله ذنب كما لا ينفع مع الشرك عمل حتى نزل " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم " فخافوا أن تبطل الذنوب الأعمال
وقال مقاتل نزلت في الذين يمنون عليك أن أسلموا " إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله " قال مقاتل وذلك أن رجلا أتى النبي ﷺ سأله عن والده أنه كان محسنا في كفره قال ( هو في النار )
فولى الرجل يبكي فدعاه فقال له ( والدك ووالدي ووالد