٢٩٦
النبي ﷺ فلما وقع في ظهراني المسلمين قال إني مسلم
فجاء أبوه فقال إنما كتبنا الكتاب الساعة
فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه يا رسول الله أليس الله حق وأنت نبيه قال بلى
قال ونحن قوم مؤمنون وهم كفار قال بلى
قال فلم نعطهم الدنية في ديننا قال ( إنما كتبنا الكتاب الساعة )
فتحول عمر إلى أبي جندل فقال يا أبا جندل إن الرجل يقتل أباه في الله وإن دم الكافر لا يساوي دم كلب وجعل عمر يقرب إليه سيفه كيما يأخذه ويضرب به أباه
فقال أبو جندل مالك لا تقتله أنت فقال عمر نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال ما أنت بأحق بطاعة رسول الله ﷺ مني لا أقتل أبي
فأخذ سهيل بن عمرو غصنا من أغصان تلك الشجرة فضرب به وجه أبي جندل والمسلمون يبكون
فقال النبي ﷺ ( خلو بينه وبين ابنه فإن يعلم الله من أبي جندل الصدق ينجه منهم )
فقال رسول الله ﷺ لسهيل ( هبه لي ) فقال سهيل لا
فقال مكرز بن حفص قد أجرته
يعني أمنته فآمنه حتى رده إلى مكة فأنجى الله تعالى أبا جندل من أيديهم بعد ما رجع النبي ﷺ إلى المدينة فخرج إلى شط البحر واجتمع إليه قريبا من سبعين رجلا كرهوا أن يقيموا مع المشركين وعلموا أن النبي ﷺ لن يقبلهم حتى تنقضي المدة فعمدوا إلى عير لقريش مقبلة إلى الشام أو مدبرة فأخذوها وجعلوا يقطعون الطريق على المشركين فأرسل المشركون إلى النبي ﷺ يناشدونه إلا قبضهم إليه وقالوا له أنت في حل منهم
فلحقوا برسول الله ﷺ فعلم الذين كرهوا الصلح أن الخير فيما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم
ثم أمر النبي ﷺ أصحابه أن ينحروا البدن ويحلقوا الرؤوس فلم يفعل ذلك منهم أحد
فدخل النبي ﷺ على أم سلمة فقال ( ألا تعجبين أمرت الناس أن ينحروا البدن ويحلقوا
فلم يفعل أحد منهم )
فقالت أم سلمة قم أنت يا رسول الله وانحر بدنك واحلق رأسك فإنهم سيقتدون بك
فنحر رسول الله ﷺ البدن وحلق رأسه ففعل القوم كلهم فحلق بعضهم وقصر بعضهم
فقال رسول الله ﷺ ( يرحم الله المحلقين )
فقالوا والمقصرين يا رسول الله فقال ( يرحم الله المحلقين والمقصرين )
فرجع النبي ﷺ إلى المدينة فنزل " إنا فتحنا لك فتحا مبينا " إلى قوله " هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين " يعني السكون والطمأنينة في البيعة في قلوب المؤمنين
" ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم " يعني تصديقا مع تصديقهم الذي هم عليه
ويقال تصديقا بما أمرهم رسول
الله ﷺ في البيعة
ويقال يعني إقرارا بالفرائض مع إقرارهم بالله تعالى