٣٠٠
سورة الفتح ١٥ - ١٧
ثم قال عز وجل " سيقول المخلفون " يعني الذين تخلفوا عن الحديبية " إذا انطلقتم إلى مغانم لتأخذوها " يعني إلى غنائم خيبر " ذرونا نتبعكم " يعني اتركونا نتبعكم في ذلك الغزو " يريدون أن يبدلوا كلام الله " يعني يغيروا كلام الله
يعني ما قاله الله لرسوله ﷺ لا تأذن لهم في غزاة أخرى
قرأ حمزة والكسائي " كلم الله " وهو جمع الكلمة
والباقون " كلام الله " والكلام اسم لكل ما يتكلم به
" قل لن تتبعونا " في المسير إلى خيبر إلا متطوعين من غير أن يكون لكم شرك في الغنيمة
" كذلكم قال الله من قبل " يعني من قبل الحديبية
" فسيقولون بل تحدسوننا " يعني يقولون للمؤمنين إن الله لم ينهكم عن ذلك بل تحسدوننا على ما نصيب معكم من الغنائم " بل كانوا لا يفقهون " أي لا يعقلون ولا يرغبون عن ترك النفاق " إلا قليلا " أي لا قليلا ولا كثيرا
ويقال بل كانوا لا يفقهون النهي من الله تعالى يعني إلا قليلا منهم
قوله عز وجل " قل للمخلفين من الأعراب " يعني الذي تخلفوا عن الحديبية مخافة القتال " ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد " يعني قتال شديد
قال بعضهم يعني قتال أهل اليمامة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم
قاتلهم أبو بكر الصديق رضي الله عنه
وقال مجاهد " إلى قوم أولي بأس شديد " يعني أهل الأوثان
وقال أيضا هم أهل فارس وقال عطاء بل فارس وقال سعيد بن جبير هوازن وثقيف
وقال الحسن فارس والروم
" تقاتلونهم أو يسلمون " قرأ بعضهم ( أو يسلموا ) مع ألف يغير نون وقراءة العامة بالنون
فمن قرأ " أو يسلموا " يعني حتى يسلموا أو إلى أن يسلموا
ومن قرأ بالنون فمعناه تقاتلونهم أو هم يسلمون " فإن تطيعوا " يعني تجيبوا توافقوا القتال وتخلصوا لله " يؤتكم الله أجرا حسنا " يعني ثوابا حسنا في الآخرة
" وإن تتولوا كما توليتم من قبل " يعني تعرضوا كما أعرضتم عن الإجابة يوم الحديبية
" يعذبكم عذابا أليما " يعني شديدا دائما فلما نزلت هذه الآية قال أهل الزمانة والضعفاء فكيف بنا إذا دعينا إلى قتالهم ولا نستطيع الخروج فيعذبنا الله تعالى فنزل قوله " ليس على الأعمى حرج " وهذا قول الكلبي
وقال


الصفحة التالية
Icon