٣٠٤
المنافقون في ذلك ما قالوا فنزل " لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق " يعني يصدق رؤياه بالحق " لتدخلن المسجد الحرام " في العام الثاني
ويقال نزلت الآية بعد ما دخلوا في العام الثاني " لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام " يعني ما أخبر أصحابه أنهم يدخلون المسجد الحرام " إن شاء الله آمنين " يعني لتدخلن " إن شاء الله آمنين " يعني بإذن الله وأمره
ويقال هذا اللفظ حكاية الرؤيا وذلك أن النبي ﷺ حين رأى في المنام رأى ملكا ينادي وهو يقول لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين فأنزل الله تعالى " لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق " وهو قول الملك " لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين " من العدو " محلقين رؤوسكم ومقصرين " يعني منهم من يحلق ومنهم من يقصر " لا تخافون " العدو " فعلم ما لم تعلموا " قال مقاتل فعلم أن يفتح عليهم خيبر قبل ذلك فوعد لهم الفتح ثم دخول مكة ففتحوا خيبر ثم رجعوا ثم دخلوا مكة وأتوا عمرة القضاء
وقال الكلبي في قوله " فعلم ما لم تعلموا " يعني علم الله أنه سيكون في السنة الثانية ولم تعلموا أنتم فلذلك وقع في أنفسكم ما وقع " فجعل من دون ذلك فتحا قريبا " يعني فتح خيبر
ثم قال عز وجل " هو الذي أرسل رسوله بالهدى " يعني بالتوحيد شهادة أن لا إله إلا الله " ودين الحق " وهو الإسلام " ليظهره على الدين كله " يعني على الأديان كلها قبل أن تقوم الساعة فلا يبقى أهل دين إلا دخلوا في الإسلام " وكفى بالله شهيدا " بأن محمدا رسول الله ﷺ وإن لم يشهد كفار مكة وذلك حين أراد أن يكتب محمد رسول الله فقال سهيل بن عمرو إنا لا نعرف بأنك رسول الله ولا نشهد
فقال الله عز وجل " وكفى بالله شهيدا " وإن لم يشهد سهيل وأهل مكة
سورة الفتح ٢٩
قال عز وجل " محمد رسول الله والذين معه " من المؤمنين " أشداء على الكفار " بالغلظة " رحماء بينهم " يعني متوادين فيما بينهم " تراهم ركعا سجدا " يعني يكثرون الصلاة " يبتغون فضلا من الله ورضوانا " يعني يلتمسون من الحلال
وقال بعضهم " والذين معه " يعني أبا بكر " أشداء على الكفار " يعني عمر " رحماء بينهم " يعني عثمان " تراهم ركعا سجدا " يعني عليا رضوان الله عليهم أجمعين " يبتغون فضلا من الله ورضوانا " يعني الزبير وعبد الرحمن بن عوف


الصفحة التالية
Icon