٣١
من غير أن يوصف بالاستقرار على العرش ويقال استوى أمره على بريته فوق عرشه كما استوى أمره وسلطانه وعظمته دون عرشه وسمائه
( ما لكم من دونه من ولي ) يعني من قريب ينفعكم في الآخرة " ولا شفيع " من الملائكة " أفلا تتذكرون " يعني أفلا تتعظون فيما ذكره من صفته فتوحدونه
ثم قال عز وجل " يدبر الأمر " يقول يقضي القضاء " من السماء إلى الأرض " يعني يبعث الملائكة من السماء بالقضاء إلى الأرض " ثم يعرج إليه " يعني يصعد إليه
قال أبو الليث رحمه الله حدثنا عمرو بن محمد بإسناده عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن سابط
قال يدبر أمر الدنيا أربعة جبرائيل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل
أما جبرائيل فموكل بالرياح والجنود وأما ميكائيل فموكل بالنبات والقطر وأما ملك الموت فموكل بقبض الأرواح وأما إسرافيل فهو ينزل بالأمور عليهم فذلك قوله عز وجل " يدبر الأمر من السماء إلى الأرض "
ثم قال " ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره " يعني في يوم واحد من أيام الدنيا كان مقدار ذلك اليوم " ألف سنة مما تعدون " أنتم
وقال القتبي معناه يقضي في السماء وينزله مع الملائكة إلى الأرض فتوقعه الملائكة عليهم السلام في الأرض
" ثم يعرج إلى السماء " فيكون نزولها ورجوعها في يوم واحد مقدار المسير على قدر سيرنا " ألف سنة " لأن بعد ما بين السماء والأرض خمسمائة عام فيكون نزوله وصعوده ألف سنة في يوم واحد
وروى جويبر عن الضحاك " في يوم كان مقداره ألف سنة " قال يصعد الملك إلى السماء مسيرة خمسمائة عام ويهبط مسيرة خمسمائة عام في كل يوم من أيامكم وهو مسيرة ألف سنة
سورة السجدة ٦ - ٩
ثم قال عز وجل " ذلك عالم الغيب " يعني ذلك الذي يفعل هذا هو " عالم الغيب والشهادة " يعني ما غاب من العباد وما شاهدوه
ويقال عالم بما كان وبما يكون
ويقال عالم السر والعلانية
ويقال عالم بأمر الآخرة وأمر الدنيا " العزيز " في ملكه " الرحيم " بخلقه
قوله عز وجل " الذي أحسن كل شيء خلقه " قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر " خلقه " بجزم اللام وقرأ الباقون بالنصب فمن قرأ بالجزم فمعناه الذي أحسن كل شيء