٣٢١
يعني يقول الله تعالى وقرأ الباقون بالنون ومعناه كذلك يوم صار نصبا على معنى ما يبدل القول لدي في ذلك اليوم ويقال على معنى أنذرهم يوم كقوله " وأنذرهم يوم الحسرة " [ مريم ٣٩ ]
ثم قال " هل امتلأت " يعني هل أوفيتك ما وعدتك وهو قوله " لأملأن جهنم " " فتقول " النار " هل من مزيد " يعني هل من زيادة وقال عطية هل من موضع ويقال معناه هل امتلأت أي قد امتلأت فليس من مزيد ويقال وإنما طلبت الزيادة تغيظا لمن فيها
وروى وكيع بإسناده عن أبي هريرة قال لا تزال جهنم تسأل الزيادة حتى يضع الله فيها قدمه فتقول جنهم يا رب قط قط يعني حسبي حسبي وقال في رواية الكلبي نحو هذا ويقال تضيق بأهلها حتى لا يكون فيها مدخل لرجل واحد
قال أبو الليث قد تكلم الناس في مثل هذا الخبر قال بعضهم نؤمن به ولا نفسره وقال بعضهم نفسره على ما جاء بظاهر لفظه وتأوله بعضهم وقال معنى الخبر بكسر القاف يضع قدمه وهم أقوام سالفة فتمتلئ بذلك
سورة ق ٣١ - ٣٦
قوله عز وجل " وأزلفت الجنة " يعني قربت وأدنيت الجنة " للمتقين " الذين يتقون الشرك والكبائر ويقال زينت الجنة
ثم قال عز وجل " غير بعيد " يعني ينظرون إليها قبل دخولها ويقال " غير بعيد " يعني دخولهم غير بعيد فيقال لهم " هذا ما توعدون " في الدنيا " لكل أواب حفيظ " يعني مقبل إلى طاعة الله " حفيظ " لأمر الله تعالى في الخلوات وغيرها ويقال الأواب الحفيظ الذي إذا ذكر خطاياه استغفر منها وروى مجاهد عن عبيد بن عمير مثل هذا
قوله تعالى " من خشي الرحمن بالغيب " يعني يخاف الله عز وجل فيعمل بما أمره الله وانتهى عما نهاه وهو في غيب منه " وجاء بقلب منيب " يعني مقبلا على طاعة الله مخلصا ويقال لهم " ادخلوها بسلام " ذكر في أول الآية بلفظ الوحدان وهو قوله " وجاء بقلب منيب " ثم ذكر بلفظ الجماعة وهو قوله " ادخلوها بسلام " لأن لفظه من اسم جنس مرة تكون عبارة عن الجماعة ومرة عن الوحدان " ادخلوها بسلام " يعني بسلامة من العذاب والموت والأمراض والآفات " ذلك يوم الخلود " أي لا خروج منه
قوله عز وجل " لهم ما يشاؤون فيها " يعني يتمنون فيها " ولدينا مزيد " يعني زيادة على ما يتمنون من التحف والكرامات ويقال هو الرؤية كقوله " للذين أحسنوا الحسنى وزيادة " [ يونس ٢٦ ]