٣٢٣
الدبر فهو جمع الدبر ومن قرأ بالكسر فعلى مصدر أدبر يدبر إدبارا قال أبو عبيدة هكذا نقرأ بالنصب لأنه جمع الدبر وإنما الإدبار هو المصدر كقولك أدبر يدبر إدبارا ولا إدبار للسجود وإنما ذلك للنجوم
قوله عز وجل " واستمع يوم يناد المناد " قرأ أبو عمرو ونافع وابن كثير " المنادي " بالياء في الوصل وهو الأصل في اللغة والباقون بغير ياء لأن الكسر يدل على فاكتفى به ومعنى الآية اعمل واجتهد واستعد ليوم القيامة يعني استمع صوت إسرافيل " من مكان قريب " يعني من صخرة بيت المقدس " يوم يسمعون الصيحة بالحق " يعني نفخة إسرافيل بالحق أنها كائنة وقال مقاتل في قوله " من مكان قريب " قال صخرة بيت المقدس وهي أقرب الأرض من السماء بثمانية عشر ميلا وقال الكلبي باثني عشر ميلا " ذلك يوم الخروج " من قبورهم إلى المحاسبة ثم إلى إحدى الدارين إما إلى الجنة وإما إلى النار
وقال أبو عبيدة " يوم الخروج " اسم من أسماء يوم القيامة واستشهد بقول العجاج
( أليس يوم سميت خروجا % أعظم يوما سميت عروجا )
سورة ق ٤٣ - ٤٥
قوله تعالى " إنا نحن نحيي ونميت " يعني نحيي في الدنيا للموت ونميت في الدنيا للإحياء ويقال " إنا نحن نحيي الموتى " ونميت الأحياء " وإلينا المصير " يعني المرجع في الآخرة يعني مصير الخلائق كلهم
قوله عز وجل " يوم تشقق الأرض عنهم سراعا " يعني تصدع الأرض عنهم قرأ ابن كثير ونافع وابن عامر " تشقق " بتشديد الشين والباقون بالتخفيف لأنه لما حذف إحدى التاءين ترك الشين على حاله ثم قال " سراعا " يعني خروجهم من القبور سراعا " ذلك حشر علينا يسير " يعني جمع الخلائق علينا هين " نحن أعلم بما يقولون " في البعث من التكذيب " وما أنت عليهم بجبار " يعني بمسلط يعني لم تبعث لتجبرهم على الإسلام وإنما بعثت بشيرا ونذيرا وهذا قبل أن يؤمر بالقتال
ثم قال " فذكر بالقرآن " يعني فعظ بالقرآن بما وعد الله فيه " من يخاف وعيد " يعني من يخاف عقوبتي وعذابي


الصفحة التالية
Icon