٣٢٨
فلما رآهم أنهم الملائكة " قال " لهم " فما خطبكم أيها المرسلون " يعني ما أمركم وما شأنكم ولماذا جئتم أيها المرسلون " قالوا إنا أرسلنا " يعني قال جبريل عليه السلام أرسلنا الله تعالى " إلى قوم مجرمين " يعني قوما كفارا مشركين " لنرسل عليهم " يعني لكي نرسل عليهم " حجارة من طين " مطبوخ كما يطبخ الآجر " مسومة عند ربك للمسرفين " يعني معلمة ويقال مخططة بسواد وحمرة
ويقال مكتوب على كل واحد اسم صاحب الذي يصيبه
ثم قال " عند ربك " يعني جاءت الحجارة من عند ربك للمشركين فاغتم إبراهيم لأجل لوط
قال الله تعالى " فأخرجنا من كان فيها " أي في قريات لوط " من المؤمنين " يعني من المصدقين " فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين " يعني غير بيت لوط
قوله عز وجل " وتركنا فيها آية " يعني أبقينا في قريات لوط آية
يعني عبرة في هلاكهم من بعدهم
" للذين يخافون العذاب الأليم " يعني العذاب الشديد
سورة الذاريات ٣٨ - ٤٠
ثم قال " وفي موسى " عطف على قوله " وفي أنفسكم أفلا تبصرون " [ الذاريات ٢١ ] " وفي موسى " " إذ أرسلناه إلى فرعون بسلطان مبين " يعني حجة بينة وهي اليد والعصا " فتولى بركنه " يعني أعرض عنه فرعون بجموعه يعني مع جموعه وجنوده
ويقال " فتولى بركنه " يعني أعرض بجانبه " وقال ساحر أو مجنون " يعني قال لموسى هو ساحر أو مجنون " فأخذناه وجنوده " يعني عاقبناه وجموعه " فنبذناهم في اليم " قال الكلبي يعني أغرقناهم في البحر وقال مقاتل يعني في النيل " وهو مليم " يعني يلوم نفسه ويلومه الناس
وقال " مليم " أي مذنب
وقال أهل اللغة ألام الرجل إذا أتى بذنب يلام عليه
سورة الذاريات ٤١ - ٤٥
ثم قال " وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم " يعني سلطنا عليهم الريح الشديد وإنما سميت عقيما لأنها لا تأتي على شيء إلا جعلته كالرميم لا خير فيه
ويقال سميت عقيما لأنها لا تلقح الأشجار ولا تثير السحاب وهي الدبور
وروى شهر بن حوشب عن ابن عباس قال ما أنزل الله قطرة من ماء إلا بمثقال ولا أنزل سفرة من ريح إلا بمكيال إلا قوم نوح


الصفحة التالية
Icon