٣٣
ويشاهدونه
وإنما أنكروا البعث
ويكون الاستفهام في البعث دون الموت
ثم قال عز وجل " بل هم بلقاء ربهم كافرون " يعني بالبعث جاحدون فلا يؤمنون به
قوله عز وجل " قل يتوفاكم " يعني يقبض أرواحكم " ملك الموت " واسمه عزرائيل وروي في الخبر أن له وجوها أربعة فوجه من نار يقبض به أرواح الكفار ووجه من ظلمة يقبض به أرواح المنافقين ووجه من لحم يقبض به أرواح المؤمنين ووجه من نور يقبض به أرواح الأنبياء والصديقين عليهم السلام والدنيا بين يديه كالكف وله أعوان من ملائكة الرحمة وملائكة العذاب
فإذا قبض روح المؤمن دفعها إلى ملائكة الرحمة وإذا قبض روح الكافر دفعها إلى ملائكة العذاب
وروى جابر بن زيد أن ملك الموت كان يقبض الأرواح بغير وجه فأقبل الناس يسبونه ويلعنونه
فشكى إلى ربه عز وجل فوضع الله عز وجل الأمراض والأوجاع
فقالوا مات فلان بكذا وكذا " الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون " بعد الموت أحياء فيجازيكم بأعمالكم
ثم قال عز وجل " ولو ترى إذ المجرمون " يعني المشركين " ناكسو رؤوسهم عند ربهم " استحياء من ربهم بأعمالهم يقولون " ربنا أبصرنا " الهدى " وسمعنا " الإيمان
ويقال " أبصرنا " يوم القيامة بالمعاينة " وسمعنا " يعني أيقنوا حين لم ينفعهم يقينهم " فارجعنا " إلى الدنيا " نعمل صالحا إنا موقنون " يعني أيقنا بالقيامة
ويقال " إنا موقنون " يعني قد آمنا ولكن لا ينفعهم
وقد حذف الجواب لأن في الكلام دليلا ومعناه ولو ترى يا محمد ذلك لرأيت ما تعتبر به غاية الاعتبار
سورة السجدة ١٣ - ١٤
يقول الله تعالى " ولو شئنا لأتينا " يعني لأعطينا " كل نفس هداها ولكن حق القول مني " يعني وجب العذاب مني
ويقال ولكن سبق القول بالعذاب وهو قوله " لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين " من كفار الإنس ومن كفار الجن أجمعين
فتقول لهم الخزنة " فذوقوا بما نسيتم " يعني ذوقوا العذاب بما تركتم " لقاء يومكم هذا " يعني تركتم العمل بحضور يومكم هذا
قال القتبي النسيان ضد الحفظ والنسيان الترك
فقوله " فذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم هذا " أي تركتم الإيمان بلقاء هذا اليوم " إنا نسيناكم " يعني تركناكم في العذاب
ويقال نجازيكم بنسيانكم كما قال الله عز وجل " نسوا الله فنسيهم " [ التوبة٦٧ ] " وذوقوا عذاب الخلد " الذي لا ينقطع أبدا " بما كنتم تعملون " من الكفر